لم يكن لديه خبرة بالحياة ولم يعرف أحداً غير زوجته (زعكمة) التي استطاعت أن تقنعه أنها هدية السماء إليه وأنها وحيدة الزمان والوحيدة في القرية، والحقيقة أن (زعكمة) كانت مثالاً للمرأة السيئة، جشعة، متسلطة مبذرة، بددت أموال (المندهش بن ذي يزن التبع) وثروته في التوافه والنزوات، حولته إلى فقير أنقر شحات متسول رغم أمواله التي ورثها من أبيه وأمه، ومع هذا فقد استطاعت أن تقنعه بأنها أحسن واحدة وفي حالة غيابها لسبب من الأسباب فإن حياته ستعرف ماذا تعني الجحيم وماذا يعني العذاب. كان (المندهش التبع) «شاقي» طيلة اليوم والمحصول كاملاً تأخذه (زعكمة ) ومع هذا كان عليه واجبات منزلية مثل تنظيف البيت والحمام والثياب أيضاً وآخر اليوم يخرج إلى أصحابه يعدد مناقب (زعكمة ) وحسناتها. أما هي فكانت تلقي عليه كل ليلة ما يشبه الدرس اليومي صباحاً ومساءً كيف أنعم بها الله عليه، محذرة إياه من البطرة وأن عليه أن يقبض على حقه (الحنَّا) الذي فتح الله به عليه ....., ماتت (زعكمة) لتُظلم الدنيا في وجه (المندهش التبع) إلى درجة أنه حاول أن ينتحر فالحياة بلا (زعكمة) لاقيمة لها. حضر أهل القرية وأقنعوه بالبقاء حياً، والمهم أن أحدهم أقنعه بأن يتزوج بأخرى حتى لمجرد المؤانسة وكانت المفاجأة أن (المندهش) يخرج بعد ثلاثة أيام يشتم (زعكمة) بعد أن اكتشف أنها أسوأ امرأة وأنها خدعته وضيعت عليه سني عمره بالوهم والتنويم المغناطيسي، فغيرها أفضل منها ألف مرة.. وأكثر من ذلك ذهب إلى قبرها يدعو لها بالعذاب الأليم، محاولاً بكل صلف نبش قبرها لينتقم لنفسه، لولا الحاج ناجي حكيم القرية الذي منعه من نبش القبر قائلاً: إذا كان هناك من يستحق العقاب فهو أنت، فالذنب ذنبك وحدك لأنك(تبع) ولديك قابلية للاستعباد والاندهاش , الآن بدلاً من أن تنتقم من الموتى وتنبش القبور انتبه لبيتك وزوجتك الجديدة المطيعة والرائعة كما قلت، لأنها ستتحول إلى صورة طبق الأصل من (زعكمة) لو بقيت أنت (تبع ومندهش)كما أنت ولم تغير طبعك. قال الحاج فارع: أيوه يابني ما يزاوج الله بالأرض إلا قا زاوج بالسماء ...وبصوت أجش يتقدم الدكتور (فازع الحميري) نعم نعم حياتك من صنع أفكارك .. إذا فكرت أنك( تبع ) تبقى (تبع ) وإذا اعتقدت أنك (أسد )لن تكون إلا( أسد) ...ليتدخل (المجنون ) مهيوب .. وإذا فكرت أنك (دجي) ترجع (فرخه ) قيق قيييق ....جاوب (الوزير) حقك ياتبع؟؟.