مؤلم كل هذا العبث اليوميّ بالوطن .. وكل هذه المماحكات الدنيئة من كل الجهات .. رغم أن الحق ساطع والباطل أوضح منه .. لكن للأخوة الأعداء حسابات أخرى ندركها ولا نفقهها . و( كلما قلنا عساها تنجلي / قالت الأيام هذا مبتداها ) .. وإني لأستغرب وكلي وجع سخرية لهذه الأقدار بهؤلاء القوم كبار الفتنة من شقيّ النظام السابق .. وأتساءل بحرقة: متى يشعرون بآدميتهم ويرجعون إلى الله فيما وهبهم من مهلة إثر مهلة دون جدوى ودون أن يفقهوا أن هذه الحظوظ لن تدوم وستنقلب طاولة البيادق على وجوههم الملوثة بمناظر الدماء والدمار والوجع الذي لا يزول طالما وهم يمعنون في كيدهم وإذلالهم لهذا الشعب . ألا يكفيهم نهب الشعب وممتلكاته كل تلك السنين حتى يطمعوا بالقادم أيضا؟ ولا أعتقد أن صاحب كرامة ووعي سيعارض قولي عن حقيقة التوتر المتجدد ومن وراءه بعد وضوح الحقائق .. وإنه لخزي وعار سيسجله التاريخ إن لم يتوقف علي عبدالله صالح عن إثارته للفتنة مجدداً .. ويقابل ذلك الخزي والعار إن لم يرحل علي محسن الأحمر عن التبة الاخرى من قلب الدمار والنكال بالبسطاء .. وإن أرادوا بقاء حميد الأحمر متربعاً على عرش الثورة فلا يوازن هذا الحمق إلا بقاء أحمد علي عبدالله صالح لنكتوي مجدداً بعبثٍ قادم لن يزول لخمسين سنة على الأقل . نحن الشعب وحدنا من يؤله هؤلاء الحمقى أو يسقطهم أسفل سافلين .. نحن من سنصنع لهم تماثيل أو نرمي بهم خلف أكوام غبار ترابهم الذي سدّ الآفاق وانعدمت رؤى المستقبل والحضارة جرّاء تبعيتنا الدائمة لهم لأنهم يملكون المال والجيش .. لكننا لو أردنا أن نملك إرادتنا فلتكن كاملة وضد الجميع وليس ضد شخصٍ لوحده . وللأسف كنت أؤمن وأعتقد بالتغيير أنه تغيير حقيقيّ يطمح له شرفاء هذا البلد .. قبل أن يتم تجيير الثورة وتحويلها إلى تصفية حسابات قديمة ومتجددة مع شخصٍ واحدٍ فقط . فإن كان من يدّعون أنهم رسل المحبة والسلام والتغيير وحماة للثورة فليقطعوا دابر تهديدات ومكايدات علي صالح وليعلنوا فوراً أنهم متنازلون عن عروشهم الفقاعية التي بنوها على جماجم الشهداء وأموال التبرعات ودعوات الضعفاء . لا نريدكم .. ولا نحتاج إليكم بعد الآن “ وشكر الله سعيكم” .. فقط أريحونا من عناء وجودكم على أرضية المسرح السياسي وهو ينوء بحملكم وترهاتكم ومشانقكم اليومية .. وافتحوا بابا إلى الله أن يغفر لكم قبل أن تأكلكم الأنياب الضاحكة لكم قسراً .. والحناجر التي بُحّت وهي تهتف لمصيرها البشع في أياديكم الملطخة بكل ما عاناه هذا الشعب منكم وحدكم لا شريك لكم إلا المعتوهين من التابعين العميان .