أشعر بالمرارة كما يشعر الملايين من أبناء هذا الوطن جرّاء العبث الممنهج والكيد اللا أخلاقي من شلّة “عائدون عائدون “ وهم يرفلون فوق نزيف هذا الوطن ودماء شهدائه الذين قدموا أرواحهم فداءً لمستقبلٍ يتسامى على كل الأحقاد .. ويترفّع عن الكيل بمكيالين .. ويفتح كل الطرق الممكنة والمستحيلة للخروج باليمن من عنق تصفير العداد وخيبة المؤلفة قلوبهم . ماذا تبقّى بعد حصانة أنقذت الأوباش من مساءلةٍ بشريّةٍ آنيّة ! رغم أن أجندة السماء لا تعترف بأجندة الأرض حين يكون الظلم والإحباط والقهر سيد الموقف. لكنّ المؤلفة قلوبهم سيعميهم الله حتى نهاية المصير المحدق بهم .. والنكال المرصود من فوق سبع سمواتٍ من جبارٍ يمهل ولا يهمل . وكلما قلنا تجاوزنا الأيام الأليمة عادت حليمة لأفلامها القديمة .. وبذات الإخراج وذات المؤلف مع تغيير بعض وجوه الممثلين والإبقاء على قطيع الكومبارس في أنكى مراحل الخيبة . إن الإستفزاز بمشاعر المغلوب على أمرهم .. وبأهالي الشهداء .. والإمعان في تلويع قلوبهم .. وسحق شعورهم بدمٍ بارد .. ليس بالأمر الهيّن .. ولن يفقه عمق ذلك الوجع إلا من فقدَ قريباً أو عزيزاً على قلبه .. ممن احتسبوا شهداءهم عند ربهم لكنهم يطمعون بإيقاف حمامات الدم ووابل التشفّي والتنكيل المتعمد بما تبقّى من أملٍ بقلوبهم .. وكأن الشهداء ليسوا بشراً ماتت بموتهم أجمل وأنبل معاني الإنسانية والاخوّة والمحبة المرجوّة بين بني البشر . وكم أُشفق على فخامة رئيس الجمهورية /عبدربه منصور هادي وهو يواجه أصعب أيام عمره وأشدّ مراحل عمله السياسي والوطني والإنساني .. وهو يواجه هذا الكمّ من العناد والإحباط والتجنّي العبثيّ بكل أشكاله .. فقط ليخرج عن طوره ويُقدم على فعل ما يتيح لمن تبقى من المؤلفة قلوبهم أن يعيدوا منصة اللعبة حيث كانت .. وحينها سيدفع هذا الشعب وحده كل الخسارات المتراكمة دفعة واحدة . أملي كبير أن يتداعى من تبقّى من العقلاء من كل جهات العمل السياسي في اليمن أن يسجلوا موقفهم التأريخي والإنساني لإنقاذ هذا الوطن من خطرٍ قادم وهادم وموجع كما لم يعرف اليمن .. وأن يحبطوا كل تخرّصٍ وتربّصٍ يودي باليمن للهلاك .. ويمنح المؤلفة قلوبهم فسحةً سانحة للعبور على آخر ضلعٍ ينبض في جسد هذا الوطن الأبيّ .. وهم يلوّحون بفرحتهم من تحقيق أحقادهم .. ليمنحوا هذه الأرض نظرتهم الأخيرة بانتصارهم الوهميّ من مقاعد طائراتهم الخاصة وهي تمضي بهم خارج دائرة الكارثة الكبرى . [email protected]