ليس بكثير على هذا الشعب أن ينعم بخيرات أرضه .. ويعيش في هدأةٍ من ضجيج سوء ما جَنَته أيادي البؤس والنكال على امتداد تأريخه الحديث .. وتحديداً من بعد ما يُسمّى بثورة السادس والعشرين من سبتمبر 1962م وحتى هذه اللحظة . فهل من الممكن لورثة قيادة هذا الوطن المتتابعين أن يعوا اكتفاء الشعب من الحروب والتصفيات والجرع الإقتصادية والتدمير المتعمد لمقدرات الوطن وللإنسان .. وإحباط كل محاولات النهوض والرقيّ والإنبعاث والعودة بخارطة إسم اليمن إلى غابر عهده ومجده وزهوه وسعادته وتفوّق أبنائه في كل مجالات الحياة داخلياً وخارجياً .. واللحاق بركب الحضارة العصريّة وهي تؤنسن الحقوق وتدفع بالشعوب للتحليق في سماوات التقدم ومواكبة التطور وقطع كل حبائل العودة لماضي الجهل والنزاعات والفُرقة والأحقاد والشللية التي استأثرت بخيرات الوطن على حساب فقر ونكال وطنٍ بأكمله . إن سياسة الإستئثار والتجهيل والإقصاء والقمع ومصادرة الحريات وتصدير الفتاوى والعبث اليوميّ الممنهج والإرتماء بحضن الخارج والإستقواء به للنيل من الداخل .. والكيل بمكاييل .. وكبح جماح التغيير .. وإفشال مسيرة الخروج من نفق الظلام والإنزواء بمؤخرة مراتب العقل والحكمة والحقيقة الراسخة في حركة قطار الدولة المدنية .. كل هذه السياسات الفاشلة لن تتقدم باليمن خطوةً للأمام .. بل ستُعيده مجدداً لبؤر الفتنة .. وتُحيي في خلايا ذاكرته البعيدة الخاملة كل ما من شأنه الدمار والنكال والدفع بالمواطن المغلوب على أمره أن يتحوّل إلى مجرم حقيقيّ يستخرج حقوقه بقوة الشيطان الكامن والمتربّص في عقله .. والدفع بمن تبقّى للموت كمداً وحسرة .. أو الهجرة عن بلادٍ حلموا أن تكون ذات يومٍ مأوى عيشٍ كريم يحفظ حقوقهم وسرّ مجيئهم للحياة . [email protected]