ساد الشارع اليمني كبير الارتياح لتلك القرارات الجريئة والموفقة جداً لفخامة الأخ رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة عبد ربه منصور هادي والتي نزعم أنها الخطوة الأولى ,الحقيقية التي ستعيد صياغة المؤسسة الدفاعية والأمنية بشكل وطني،كما لهذه القرارات أن تعيد أيضاً الاعتبار لبعض المحافظات اليمنية التي جثم عليها الفساد لعقود من الزمن. هذا الارتياح الشعبي لقرارات فخامة الرئيس هادي جاء من كونه انتشل تلك المؤسسات من طواغيت فساد ظلت لعقود من الزمن ومنها من تجاوز وجودها جيلاً كاملاً حتى ظن الجميع وظنت هي أن لا أحد يمكنه زعزعتها من مواقعها مهما بلغت حداً من الفساد.. ياسبحان الله. نعم..هذه القرارات لاقت تأييداً من غالبية أبناء الشعب وأعادت الأمل للبسطاء الذين ظلوا مأزومين لعقود من الزمن فيمن يمكنه أن يحرك المياه الراكدة والتي بلغت الأوحال فيها حد التشبع .. لقد خلقت هذه القرارات لدى المواطن ثقة كبيرة وأملاً جديداً بأن اليمن في طريقه للخروج من أزمته المعقدة بعقد الماضي الأليم والخروج من محنه المتراكمة السوداوية بسوادية الشخوص الذين جثموا عليها لسنين تحولت إلى عجاف. ولاشك أن هذه القرارات لاقت الدعم الكبير من قبل الأشقاء والأصدقاء أو بما يسمى “دول مجموعة العشر” والإتحاد الأوروبي بقولهم:إن هذه التنقلات والتعيينات لعدد من القادة عسكريين ومسئولين حكوميين “تنسجم انسجاما كاملا مع نص المبادرة الخليجية وروحها، وكذا مع مسؤوليات أوكلها الشعب اليمني إلى الرئيس من خلال الانتخابات الرئاسية في 21 فبراير 2012م”.نعم هذه التغييرات ستساعد في التخلص من نقاط الاحتكاك وتخفض من التوترات الحاصلة بين أركان العملية التوافقية في البلد وتعتبر خطوة صحيحة في طريق إعادة هيكلة القوات المسلحة والأمن ,رغم انزعاج واعتراض البعض معللين ذلك في الإقالة من مناصب وتعينهم في مناصب أخرى وبأن تلك الخطوة تعيد إنتاج النظام القديم من خلال اقتصار التعيينات على الدائرة المقربة من الرئيس السابق,وبأنها قرارات محدودة لا تعبر عن تطلعات الشارع, وأن هذه التغييرات أغفلت كل قوى الثورة والتغيير,ورغم افتعال أزمات لعرقلة التنفيذ من بعض من شملتهم تلك القرارات ورفضهم لها ,نتمنى من الرئيس هادي أن يُتبع قراراته بإجراءات صارمة وقوية لتنفيذها وعكسها على الواقع والأوضاع المستقبلية المرجوة منها. إن ما يهمنا هنا_ وكل شيء يهمنا في هذا الوطن _ هو ذاك القرار السديد بتعيين الأستاذ شوقي احمد هائل محافظاً لتعز..تعزالمدينة والمحافظة التي شكلت بمخزونها البشري الكمي والنوعي الرافض للإذلال والاستبداد منطلقا للثورة السلمية وينبوعا متجددا للاستمرار والتصعيد الثوري،هذه المحافظة التي عانت بناسها وأرضها الكثير من الظلم والتغييب والتهميش,ولكنها لم تخضع أو تركع بل بصمودها قهرت الذل ورفضت الركوع ،لتبقى رغم البطش حالمة والحلم بحياة أفضل لم يفارق جفونها أبداً حتى اللحظة. زهرة مدائن اليمن رغم ما عاشته طيلة لا نقول سنة كاملة بل سنوات طوال من تدمير وتنكيل بساكنيها وإحراق لأحرارها الثوار في ساحات الحرية والصمود الثوري المنقطع النظير ,رغم ما عوقبت به من أصناف العقاب مروراً بقطع المياه والكهرباء والدواء على جرحاها وحصارها من كل شيء وأخيراً تكدس أكوام القمامة في كل شوارعها وحواريها وأزقتها,لتكتشف مخططاتهم تلك الحقيرة بأننا مقبلون على موسم الأمطار والسيول ليختلط الحابل بالنابل وتنتشر الأمراض في أرجاء الحالمة ,لكن سوف تقهرهم بصمودها مهما حاولوا وجربوا كل دناءتهم وحقاراتهم لن يمسوا شعرة من كبرياء تعز وأهلها . ونحن هنا نزعم أن قرار الرئيس هادي بتعيين الأستاذ شوقي احمد هائل محافظاً لتعز بأنه قرار انبثق من واقع الحرص والمسؤولية في إعادة الاعتبار لهذه المدينة خاصة وان الأستاذ شوقي معلوم عنه مواقفه الشجاعة في مواجهة الفساد والمفسدين ,وكان من الشباب المستوعب لأهمية ما تكتنز هذه المحافظة من ثروات بشرية وعلمية وحضارية. وهاهم أبناء تعز ينتظرونك يا أستاذ شوقي بكل شوق لتعيد لتعز ألقها ورونقها.. ندرك أن لديك أولويات كثيرة أهمها إعادة الاعتبار الحضاري لمدينتك وإزالة وإصلاح ما خلفه المفسدون والقتلة المجرمون ورفع قماماتهم من شوارع المحافظة , وتطبيب الجروح الغائرة في نفوس أبنائها لا نشكك أبداً بمقدرة المحافظ الجديد على استعادة الوجه الجميل للحالمة تعز . هاهي اليمن الجديد تبدأ بشائر التغيير بمضامين وطنية تستوعب متطلبات الحاضر والمستقبل ,وبقوة الحق والقانون والمواطنة المتساوية.