النظافة ثقافة قبل ان تكون عملا ولهذا يجب ان لا تكون فقط بدعوات الحكومة والآباء والعقال و حتى لا تكون عملا موسميا ايضا بل سلوك حضاري يحافظ على نظافة الجتمع بشكل دائم . كم غمرتني السعادة اليوم بعد خروجي من الكلية وانا اشاهد كل ابناء المجتمع يشاركون في حملة النظافة التي بدأت الصباح , الامن العام والامن المركزي، الجنود، المرور ابناء الاحياء، اصحاب المحال التجارية، الطلبة والموظفين كلهم متعاونون في نظافة احيائهم في مشهد قلما نراه في اليمن, شارع هائل التجاري مكتظ بالناس الذين ينظفون الشوارع، خط سير الباصات تحول حتى تتم عملية التطهير للمخلفات المتراكمة لأيام ما اجمل ان نحيا في بلد نظيف وبيئة صحية ولعل جدلية البيضة والدجاجة ايهما الاولى تشبه جدلية نظافة الذهن والشارع وحسب اعتقادي ان نظافة الذهن هي سبب لنظافة الشارع وليس نتيجة، فمتى تمتع مجتمعنا بوعي بأهمية النظافة وحضاريتها ادركنا قيمة عامل النظافة ورتبنا بيئتنا ابتداءً من المنزل الى الشارع ومكان وضع القمامة، لقد غرقت العاصمة اياماً بالمخلفات والاسوأ انها ايضا تراكمت مخلفات الاذهان ايضا بالافكار المنتنة وغير المفيدة والضارة صحيا . نرجو أن تقوم حكومة الوفاق وكل الاحزاب بنشر التوعيه لدى العامه بوسائل الاعلام كافة بأهمية النظافة وضرورتها بدلا من الغناء والمؤتمرات والمهاترات ولننتج اغنية شبيهة ب “سوا نبنيها” تكون “نحبها نظيفة” مثلا. لطالما رددنا “يمن جديد” هذه الايام وليكن فعلا هذا اليمن الجديد والذي يجب ان نمارسه في عقولنا قبل اعمالنا لأن الاعمال ليست سوى انعكاسات لطريقة تفكيرنا ولنبني يمناً جديداً نظيفاً -قبل كل شيء- يولد في افكارنا ويمارس في اخلاقنا .