لم يدرك البعض أهمية الإيمان بقوة وسلطان الدولة في الحياة السياسية المعاصرة ،بل أن البعض مازال يعيش في قرون ماضية بعقلية مأزومة لم تنفتح على المستجدات والتطورات الحديثة في الحياة السياسية،ولذلك لزم التوضيح في هذا الاتجاه لتنجلي الغشاوة ويزول اللبس وينتهي الغموض وتتجلى الحقيقة. إن الإيمان المطلق بقوة الدولة وسلطانها المطلق لم يعد اليوم وفق النظرة التقليدية في عصور النظم القهرية على الإطلاق،لأن النظم غير الديمقراطية الشوروية لم يعد لها قبول خصوصاً في اليمن بلد الديمقراطية التاريخية التي سبقت العالم بثلاثة آلاف سنة قبل الميلاد،بل أن الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر عامي 62م،1963م قد صاغت البيان الحقيقي لمفهوم الإيمان المطلق بقوة الدولة وسلطانها المهيمن على الحياة المعاصرة عندما أشار الهدف الأول من أهداف الثورة إلى النظام الجمهوري العادل وإزالة الفوارق بين الطبقات،عندما أكد على ذلك الهدف الرابع الذي أشار إلى بناء مجتمع ديمقراطي عادل مستمد أنظمته من روح الإسلام الحنيف. إن القول بالإيمان المطلق بقوة الدولة وسلطانها لايقبل الجدل أو الهزل على الإطلاق،لأن القوة المطلقة والسلطان المهيمن هما صنع الإرادة الكلية للشعب،فهما الشرعية والدستورية المطلقة المحددة بالنصوص الدستورية التي صاغها الشعب عبر الاستفتاء الدستوري والمعروف بالديمقراطية المباشرة،ثم الانتخاب الحر المباشر لرئيس الجمهورية الذي يستمد قوته من الإرادة الشعبية المعتصمة بحبل الله العظيم. إن من يريد أن يدرك الحقيقة ينبغي أن يتخلى عن الأوهام والأحلام غير المشروعة وأن يدرك أن القول بالإيمان المطلق بقوة الدولة وسلطانها هو القوة الشرعية الممنوحة من الشعب للدولة،لأنها الوحيد الذي له حق امتلاك القوة واستخدامها لفرض هيبتها وقد جاء انتخاب المشير عبدربه منصور رئيساً للجمهورية في هذا الاتجاه الذي ينطلق من الإرادة الشعبية من تحقيق الخير العام وتعزيز الوحدة الوطنية بإذن الله.