متى سيستشعر الجميع بأن الوطن أغلى وأعز من أن تجعله وسيلة من وسائل المناكفات والمنازعات وتصفية الحسابات من خلال ضرب المنشآت وتعطيل الخدمات وزرع الفتن والمؤامرات واستمرار السب والشتائم ودق طبول الويل والثبور في المحافل والمؤتمرات لتصفية بعضنا بعضاً لتحقيق مآرب شخصية ضيقة وإرضاءً لشيطان الحقد والبغض الذي عشعش في النفوس دون الاستعاذة بالله منه ولتذهب مصالح الوطن وأملاك الوطن وخيرات الوطن إلى الجحيم. لا يهمنا هذا.. المهم كيف نستطيع أن نمرغ أنف فلان في التراب ونكسر شوكته ولو على حساب تدمير مصالح الوطن أو تأخيرها المهم الغلبة لمن والنصر لمن والهزيمة لمن فأي ألباب نحملها في رؤوسنا وقد ميّزنا الله سبحانه بها عن سائر خلقه وخاطبنا عبرها “فاعتبروا يا أولوا الألباب” أسئلة كثيرة تجوب في خاطري وأود طرحها على الجميع دون استثناء متى سننتهي من المناكفات والمؤامرات؟ متى ستصفو قلوبنا من الحقد والضغائن والمكر لبعضنا بعضاً؟ متى سنحب بعضنا بعضاً ونتسامح ونعلم أن رقعة جغرافية مساحتها 555 ألف كيلومتر مربع تجمعنا جميعاً وقد وحدت فينا الدم والعقيدة واللغة وأن واجبنا لهم يحتم علينا بناءها اقتصادياً وثقافياً وعسكرياً وأمنياً وأن هذا لن يتأتى إلا بتعاون الجميع؟ متى سنتفرغ لبناء وطننا الحبيب ونحن مازلنا مصرين على تصفية الحسابات وخلق الدسائس والمؤامرات؟ هل ستنتهي سنتا المبادرة ونحن قد أصبحنا أخوة متحابين مؤهلين لخوض معترك سياسي الغرض منه حب هذا الوطن والحفاظ على مصالح هذا الوطن وبناء هذا الوطن؟.. هل سيخلص الجميع وبنية صافية للأخذ بيد المشير عبدربه منصور هادي الرئيس المنتخب ذلك الرجل الوطني الجسور لمساعدته في إخراج الوطن إلى بر الأمان دون أن نتدخل في عمله بحجة أن هذا التصرف صواب وأن هذا خطأ لاسيما وأمامنا مبادرة واضحة؟ هل يعلم الجميع أن اليمن في مفترق طرق إما أن يكون اليمن السعيد وإما ألا يكون؟ هل يعلم الجميع أن الشيء الذي يزيد عن حده ينقلب ضده؟ وأقصد في هذا استمرار المناكفات والدسائس والمؤامرات؟.. هل يعلم الجميع بأن جميع الأمم والدول السابقة والحديثة والمعاصرة مهما اختلف أبناؤها في الرؤى وتباين فإن مصالح الدولة ومقدراتها وثوابتها خط أحمر لا يمكن المساس بها وإدخالها في المنازعات لكونها تخص الأمن القومي برمته؟ هل يعلم الجميع أن زيادة التعنت وكثرة المطالبات التعجيزية من كل الأطراف وإدخالها في الحوار المرتقب والاشتراط على تحقيقها قبل الدخول في الحوار سيجعل البلد يعيش أمنياً خبط عشواء من نصب وانفلات أمني ما له من نظير وإن كثرة التشرط والتعنت والغرور والكبر قد أهلكوا شعوباً ودولاً كثيرة وأوردوها المهالك، ودول كثيرة شاهدة على ذلك وماهي منا ببعيد. فاستعيذوا بالله من شياطين الحقد والكره والغرور والكبر قبل ان يفوت الأوان إنه سميع مجيب. والله من وراء القصد