حقيقة لم نعد نعرف بأن اليمن أغلى وأحب لدى من..؟ نحن اليمنيين أصحاب الحضارة والتاريخ..؟! أم أولئك من خارج اليمن والذين يسمون أنفسهم أصدقاء اليمن والمحبين لليمن أكثر من أبنائه والحريصين عليه أكثر من بلدانهم استشعاراً منهم بمكانة اليمن.. وتاريخ اليمنيين على مر العصور لنشر رسالة الإسلام والمحبة والسلام العالميين منذ بدء الرسالة السماوية لنشر دين الله في الأرض الإسلام وعلى قيم المحبة والتعايش السلمي بين الشعوب..؟ فعلى مدار عام وعدة أشهر واليمن يمر بأزمة سياسية واقتصادية واجتماعية خانقة دفعت الشباب عن بكرة أبيهم للخروج للساحات والميادين لإعلان رفضهم القاطع للظلم والفساد وتسلط القائد الواحد والأوحد لكل مرافق الدولة ومؤسساتها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية ورفضهم لكل أشكال الفساد الذي نخر في جسد الدولة وأنهكها وأنهك اقتصادها وسلب مواردها، في ظل صمت كل القوى السياسية الحاكمة آنذاك والمعارضة في نفس الوقت، وجميعنا يعرف تماماً ما كان يدور وراء الكواليس بين السلطة والمعارضة أو أفراد الأسرة الواحدة ومنهم المنشقون عنهم.. ومع تلك اللقاءات والاجتماعات السرية لتهدئة الوضع وسحب الشباب من الساحات والشباب يتزايدون فيها بحثاً عن الحرية والعدالة الاجتماعية والعيش الرغيد.. فيما كانت اجتماعات الأبواب المغلقة تهدف لمبدأ تعالوا نقتسم الكعكة سوياً ونعيش معاً ونكمل مشوار الأسرة المتسلطة قبل أن تزول وتتساقط أركانها على رؤوس الجميع. ومع كل ذلك وفي ظل الطمع والجشع المخيف للاستيلاء على السلطة بأي شكل من الأشكال حتى وإن كان ذلك على رؤوس وجثث الأبرياء من أبناء الوطن، فلم يثمر ذلك شيئاً، بل زادت الأمور تعقيداً وسخونة، لأن المشروع الانقلابي والمخطط له حسب وثائق ويكليكس أشار إلى الرغبة الجامحة للانقلابيين للاستيلاء على السلطة واليمن ككل.. بإيعاز خارجي ومن دول الجميع يعرفها مقابل تسهيلات نفطية وجغرافية يتلهف لها الطرف الخارجي في اليمن والتي تتمتع بموقع جغرافي فريد ومغرٍ. ما علينا لنترك التاريخ ينهي سيناريو الانقلاب المسلح والمبرمج منذ عام 2009م حتى الساعة بالطريقة التي يتطلبها التاريخ نفسه والذي لن يرحم العملاء والانقلابيين، كما يدرك ذلك الجميع بمن فيهم المتلهفون للسلطة والمغامرون بدماء شباب الوطن من أجل الوصول للكرسي بعيداً عن الديمقراطية والصندوق.. فالتاريخ كفيل بأن يحكي للأجيال القادمة ماذا جرى في اليمن خلال العامين 2011 و2012م وكيف نستغل تعاطف العالم بكل دوله ومراكز القوى والمال والثروة فيه من أجل إعادة بناء اليمن الجديد، وتأهيل اقتصاده المنهك على أسس اقتصادية سليمة بعيداً عن التخبط ودوائر الفساد التي دمرت كل شيء جميل في هذا الوطن الأجمل.. وعلى حكماء اليمن سواء كانوا في السلطة أو المعارضة أو في الساحات والميادين أو في مراكز القوى والمال والثروة أن يدركوا بأن الوقت قد حان لطي صفحة الماضي البغيض.. وتصفيته من الكراهية والحقد والبغضاء والمناكفات السياسية والاجتماعية والانطواء تحت راية واحدة وهي (اليمن للجميع) والعمل يداً بيد من أجل بناء اليمن الجديد على أسس علمية واقتصادية واجتماعية سليمة وصحيحة ترتكز على مبدأ التعايش العادل لكل أبناء الوطن دون تمييز أو محاباة أو تفرقة، فالجميع أبناء هذا الوطن الغالي والذي يستحق منا الكثير والكثير.. علينا أولاً أن نساعد أنفسنا ونترفع عن الصغائر والعداوات والبغضاء وننهي صفحة تصفية الحسابات والانتقام حتى يتمكن المحبون لليمن من خارج اليمن على مساعدتنا بصدق، والنهوض بهذا البلد المنهك اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً من عداوة وحقد أبنائه لأبنائه. إلى هنا ويكفي.. وعلينا أن ننسى جراحاتنا ونرمي أحقادنا وراء ظهورنا.. ونعمل بصدق من أجل الوطن إذا كنا فعلاً نحب اليمن من أجل اليمن لا من أجل شخوص وولاءات حزبية وقبلية زائلة فاليمن أغلى من كل شيء.. فحب الوطن من الإيمان..وعلى القوى المتصارعة من أجل السلطة والاستيلاء على ثروات الوطن أن تدرك بأن الوقت قد حان فعلاً ليعيش الكبار من أجل خدمة الصغار.. وليعمل الجميع من أجل اليمن ونهضته وعزته وكرامة أبنائه ويكفي خراباً ونهباً وسرقة لثروات الوطن.. وتدمير كل شيء جميل فيه..