هاهي الأيام والأسابيع والشهور تثبت صحة اعتقادي فيما يتعلق بالحوثيين ونظرتي لهم باعتبارهم جماعة دينية متميزة وقوة اجتماعية أصيلة ، كونها امتداداً لذلك الإرث التاريخي المشرف لليمن أرضاً وإنساناً منذ أن وطئت قدما الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين عليه السلام أرض صعدة بعد قرنين من هجرة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم من مكة إلى المدينة. وعلى الرغم من الحملات الإعلامية المغرضة من قبل جماعات سياسية وطائفية معينة دأبت على التضليل لتشويه الصورة الناصعة للحوثيين وخلق انطباع عام سيئ وقاتم في أوساط الجماهير عن الحوثيين للحيلولة دون حصول التفاف شعبي جماهيري واسع حول الحوثيين . إن تنامي وتعاظم قوة الجماعة الحوثية أرعدت فرائص المتخاذلين الذين جلبوا لبلادنا العار والشنار بسبب مواقفهم المخزية واستعداهم الدائم لبيع اليمن الأرض والإنسان للأجنبي بدراهم معدودة, لأن كل ما يهمهم هي مصالحهم الشخصية الأنانية فقط, وليس لهم علاقة بمصالح الشعب والوطن من قريب أو بعيد, تلك هي العقلية الانتهازية التي أوصلت اليمن إلى الحضيض وجعلت سمعة الإنسان اليمني في أسفل السافلين بعد أن كانت سمعة الإنسان اليمني في عنان السماء, تلك الأنفس الشريرة هي التي باعت الأرض اليمنية بثمن بخس , تلك الأنفس غير السوية هي من تنفث سمومها على الحوثيين وتوجهاتهم الوطنية وقيمهم الإيمانية ومبادئهم المحمدية الطاهرة النقية. ولكن هيهات أن تنال تلك الأنفس غير السوية من أصحاب الحق والحجة القوية، كون تلك الأنفس تعمل بالدولار ولا تستند على أرضية إيمانية أو قيم وطنية لذلك سرعان ما تنهار تلك الأنفس أمام صوت الحق وقوته الأزلية التي حطمت الأصنام مناة وهبل يوم فتح مكة وأسست عهداً مشرقاً لسعادة الإنسان والنفس البشرية السوية وخلصت تلك الأنفس غير السوية من شرورها وأطماعها الدنيوية. يستطيع المرء بكل بساطة معرفة حقيقة الجماعة الحوثية وسلامة توجهاتها الوطنية والدينية من خلال سلوك الجماعة وتعاملها مع الآخرين ومن خلال المواثيق التي تصدرها الجماعة وتعلنها للملأ الرؤية الحوثية للمشاركة في الحوار الوطني التي تنم عن وعي عميق لمعالجة القضايا الوطنية انطلاقاً من إنصاف المظلومين وانتزاع الحق المغتصب من يد الظالمين وانطلاقاً من مبدأ عدم فرض الوصاية على الشعب اليمني من قوى خارجية تريد توجيه مسار الحوار حسب إرادتها ومصالحها الخاصة التي ما تكون غالباً على حساب مصالح الشعب اليمني وقواه الثورية, كما وتدعو الرؤية إلى وقف الخطاب التحريضي والشحن الطائفي وتجنيد البسطاء من الناس بمبررات طائفية وزجهم في حرب عدوانية ضد الجماعة الحوثية , وأكدت الرؤية علنية الحوار في طاولة مستديرة تشمل جميع الأطراف دون إقصاء او تهميش لأي طرف وأن يقوم مؤتمر الحوار على أسس عادلة وتتخذ قراراته بالتوافق مع التأكيد على عزل رموز النظام المتورطين في قتل الشعب اليمني والموغلين في الفساد عن المشهد السياسي وإحالة أمرهم إلى قانون العدالة الانتقالية.. تلك هي رؤية الحوثيين فهل يمكن لمن يملك مثل هذه الأفكار أن يكون صاحب ضلالة؟ كما تدعي تلك الأبواق، وهل يمكن لجماعة بمثل هذا الوضوح والشفافية أن تكون من أهل الباطل؟ وتحية وألف تحية للجماعة الحوثية الطاهرة النقية. باحث بمركز الدراسات والبحوث اليمني [email protected]