انتصرت اليمن وهزمت المؤامرة.. انتصرت الحياة والوحدة ربما بأعجوبة في شعب يصنع العجائب.. كان القتلة منتشين بالموت الأحمر على ذلك النحو الذي يدخل الرعب ويحول المدن والقرى إلى سحابة حزن أمام أكوام الجثث لشباب لا ذنب لهم إلا أنهم أرادوا أن يقولوا للقتلة أن الحياة تسير من دونهم أفضل وأعز، وأن الوطن غالٍ ولاشيء يوقف الحياة أمام شعب قرر الانتصار على الموت بهزيمته الخوف ولن يفعل الموت هذا غير تجديد الحياة وصقلها وجعلها أكثر بهاء ومسؤولية بشهدائها الذين يحرقون المراحل بدمائهم نحو النصر ومعها تحرق أوراق القتلة مع كثرتها وخبثها. لقد كان شهداء السبعين شهداء معركة استعادة الوحدة وقناديل اليمن في يوم إعادة الكرامة للدولة والشعب، لا تتوقف الحياة بالموت بل تتجدد، ولم يتوقف الاحتفال بعيد الوحدة بل أصبح أكثر حرارة ومعنا احتفل العالم وتابع قضية شعب يتجاوز الصعاب ويسير على الجمر كل يوم.. ومجرمون لم يكفهم أنهم اوقفوا تنفس التاريخ، ومازالوا يتشبثون بالوهم والموت. ظناً أن باستطاعتهم البقاء على أنقاض الجثث والجماجم. نجح الحفل العسكري الهام والأول للوحدة وسمعنا فيه تمجيداً للشعب وليس للفرد أمام رئيس أريد له أن يغيب في يوم الوحدة تغييباً للثورة والتغيير، ليبرز أكثر حضوراً ممثلاً لليمن الجديد.. من جانبهم أصر أبناء تعز على إقامة احتفالهم الشعبي في الهواء الطلق، معتبرين أن الوفاء للشهداء هو استمرار الثورة والحياة، لا توقفها وأن زمن الحداد والنحيب قد ولى، والشهداء يموتون لذلك.. فكان حفلاً بهيجاً وحاشداً رغم تضارب الإعلانات عن توقيفه فقد كانت المفاجأة أن تعز نزلت تكمل المشوار وتمجد الشهداء، مؤكدة أن الثورة خصم للتوقف ولا تعرف وضع الخد على الكف مهما كانت الجراح. إنها تعز كما عودتنا تذكرنا دوماً بأن الثورة لا تعرف التثاؤب، وكان الإصرار على الحفل العسكري الرسمي بحضور الرئيس في صنعاء والحفل الشعبي الكبير في مدينة تعز إعلاناً عريضاً بهزيمة القتلة وبالانتصار المدوي للشرعيتين الدستورية والشعبية الثائرة.. وعلى أعداء النور والثورة أن يلحفوا التراب، فوحده التراب يسع جشعهم ويطفيء حقدهم. [email protected]