أفكار أولية لثلاثة عناوين رئيسة والعناصر الضرورية لإنجاح الحوار الوطني والذي يترتب على نتائجه مصير شعب ووطن. أولاً: التحضير للحوار الوطني وتتضمن: أ المرحلة التمهيدية للحوار: محورية و أساسية ونظراً لأهميتها فهي بحاجة إلى: عدم التسرع والتحضير الجيد والجاد للحوار باعتباره مشروعاً وطنياً وإنقاذياً بامتياز وليس تكتيكاً سياسياً مرحلياً بين النخب السياسية. الحوار ليس منّة أو عطية من مستبد كما كان قبل الثورة، فلذلك يجب ضمان أكبر قدر من المشاركة المجتمعية في الحوار لإكسابه الشرعية الوطنية المطلوبة. الحوار ثقافة فلابد من بذل الجهد العلمي والمعرفي الوافر للتوعية والتعريف بأهمية ثقافة الحوار ولفتح آفاق ونوافذ واسعة من أجل إنجاحه. ب الحوار بمراحله المختلفة ومنها التمهيدية بحاجة إلى: المرجعية القانونية. الجهة الداعية والراعية للحوار. الجهة الناظمة للحوار. المعايير التي تضمن المشاركة الأوسع في الحوار “شرعية الحوار”. المسودة الأولية لمواضيع الحوار. مكان الحوار. الجدول الزمني للحوار. ج العناصر الضرورية لبناء الثقة وحسن النوايا بين الأطراف وتجاه المجتمع: هيكلة المؤسسة الأمنية والعسكرية “فك أسرها من قبضة منظومة صالح وأسرته”. الاستقرار الأمني والسياسي والاقتصادي. إطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين والمختطفين ورفع المنع عن حرية الحركة والسفر على ناشطي الحراك وغيرهم وعودة جميع المعارضين في الخارج من دون شروط وتوفير الأمن والحماية لهم. إنهاء حالة اختطاف محافظة أبين من قبل عناصر أنصار الشريعة ومن يقف وراءهم وعودة النازحين إلى ديارهم وإعادة البناء ودفع التعويضات الضرورية لهم. الاعتذار والاعتراف بخطيئة حرب صيف 94م والبدء فوراً ومن دون إبطاء في وضع المعالجات الفورية لما ترتبت عليه تلك الحرب الظالمة. الاعتذار والاعتراف بخطأ حروب صعدة الستة والبدء في التعويضات العادلة وإعادة البناء وعودة النازحين إلى ديارهم. الإقرار بمظلومية شعبنا العظيم خلال الحقبة السابقة وحقه في الحياة الكريمة بعيداً عن عقلية الإقصاء والتهميش والعصبيات الممقوتة. الاعتراف بعدالة القضية الجنوبية. الإسراع في تعويض المواطنين وإعادة البناء وإصلاح ما تدمر خلال فترة الثورة الشبابية الشعبية. الاهتمام بجرحى الثورة وأسر الشهداء وإعطاؤهم الأولية القصوى من قبل الرئاسة والحكومة والمجتمع. مواكبة السياسة الإعلامية الرسمية للتغيير وبناء اليمن الجديد. ثانياً: الحوار الوطني إن تمثيلاً حقيقياً لكافة مكونات المجتمع وقواها الحية وبالأخص منها الشبابية الثورية لأمر حيوي وهام لإنجاح الحوار. أ المؤتمر الوطني للحوار تشارك فيه: تمثيل المحافظات. ائتلافات شباب الثورة في عموم ساحات الحرية والتغيير. الأطراف السياسية الموقعة على المبادرة الخليجية. القوى الممثلة للقضية الجنوبية. أنصار الثورة الشبابية الشعبية. الحركة الحوثية. منظمات المجتمع المدني والمرأة. الشخصيات والرموز الوطنية المستقلة. الكيانات الحزبية الحديثة وتحت التأسيس. ب قضايا الحوار الوطني: تأتي في المقدمة من ضمن قضايا واسعة أهداف الثورة الشبابية الشعبية وترجمتها بالنصوص على أرض الواقع وهي: الاتفاق على أن الاستبداد عدو لا يمكن العودة إليه أو إعادة إنتاجه. الحقوق والحريات مكتسبات للشعب اليمني والسعي للحفاظ عليها وتطويرها ووضع القوانين الضامنة لذلك. الدولة المدنية، دولة المواطنة المتساوية والكرامة وهي بالضرورة لا مركزية. العدالة الاجتماعية، لا لاحتكار واختصار الثروة. العدالة الانتقالية للمجتمع والأفراد، مبدأ التسامح والتصالح ضمن معرفة الحقيقة والعدالة والإنصاف. الندية في العلاقات مع الأشقاء والأصدقاء. ثالثاً: نجاح الحوار لا خير في أمة لا يرفض حاضرها الاستبداد والظلم والفساد ولا تحمل لمستقبلها رسالة الحرية والعدالة والحياة الكريمة وتحت سقف الحرية ستصغر خلافاتنا مهما كبرت وسيسهل وضع الحلول لكافة قضايانا مهما استعصت، ولن تكون هناك خطوط حمراء أو محرمات على المتحاورين وعلينا فقط معرفة حقيقة أن الجغرافيا ليست صلبة بل متحركة وأن التاريخ يصنعه البشر وألا نضيّع بوصلة الجغرافيا والتاريخ معها وأن نلتقط هذه اللحظة الفارقة لحظة الربيع العربي لحظة الحرية والكرامة وأن نتحاور كمواطنين أحرار ونصنع لنا ولأحفادنا دولة دفعنا دم وعرق ودموع فاتورة ذلك وهو فخر لنا ووفاء منا لدماء شهدائنا ومظلومية شعبنا العظيم. والله ولي التوفيق