حضرموت منذ عدة أيام وهي تتفجر غضبا قلما شهدت مثله ,حيث دفعها إلى تلك الإنتفاضة الإنقطاعات الكهربائية المتكررة بصورة مستفزة,حيث بلغ إجمالي عدد مرات انقطاع الكهرباء ما بين 8 إلى 10 في أوقات متقاربة في أيام صيف شديد السخونة وعالي الرطوبة ,ومعروف إن الصيف في حضرموت شديد الحرارة ,خصوصا في المناطق الساحلية منها حيث الرطوبة شديدة لا تطاق ,ذلك الأمر نكد عيشة الناس وحولها إلى جحيم لا يطاق بسبب الحر القائظ ,وعطّل عليهم أجهزتهم الكهربائية وأقض مضاجعهم ,وعلى اثر ذلك اندلعت موجة غضب عارمة تخللها اغلاق بعض الطرقات والمداخل الرئيسية لمدينة المكلا عاصمة المحافظة و اٌعدّ ذلك بمثابة إنذار أولي على ردة الفعل المتوقعة على تكرار حالات انقطاع التيار العشوائية واستمرار التدهور المريع للكهرباء, في ظل اقتراب موعد انتهاء المهلة التي حددتها شركة حضرموت الاستثمارية لتوليد الطاقة الكهربائية لإيقاف خدماتها إذا لم يتم دفع مستحقاتها المتأخرة منذ أكثر من عام وهو ما لم يتم , في ظل تعنت وزير المالية صخر الوجيه في إصدار أمر تسديد مستحقات شركة حضرموت وكذا شركة المحضار وبلحامض على غرار ما حصل مع مستثمرين آخرين من المحافظات الشمالية حيث تم تحرير شيك بمبالغهم للأشهر الأولى من العام الجاري, الأمر الذي اعتبره البعض عقاباً جماعياً لأبناء حضرموت على مواقفهم من ثورة التغيير والتي أوصلت صخر الوجيه وزير المالية الحالي إلى كرسي الوزارة وأوصلت صالح سميع وزير الكهرباء الحالي إلى كرسي الوزارة هو الآخر,الأمر الذي أجج مشاعر أبناء المحافظة وخصوصا بعد معرفتهم بموقف وزير المالية تجاه مستحقات حضرموت وما لاقاه محافظ حضرموت من تعنت وزير المالية بخصوص مستحقات المحافظة,والتي ظل المحافظ قرابة خمسين يوماً قضاها في صنعاء لمتابعة تلك المستحقات دون جدوى وعاد المحافظ بخفي حنين, وهو ما أوضحه الأخ المحافظ خلال لقائه مع موقع المكلا اليوم الالكتروني بعد عودته مباشره من تلك الرحلة إلى صنعاء, كاشفاً خلاله ما لاقاه من تعنت من قبل بعض الوزراء تجاه مستحقات حضرموت ,الأمر الذي دفع بأن تكون دورة مجلس حضرموت المحلى الاعتيادية تحمل عنوان (دورة استحقاقات حضرموت) في إشارة تحمل أكثر من دلالة ,وخصصت دورة المجلس المحلي بأكملها لتدارس ما تعانيه حضرموت من ظروف سيئة على المستويين الخدمي والأمني بحضور أعضاء كتلة حضرموت النيابية , أعقبها الكثير من البيانات من جميع الفعاليات في حضرموت تؤيد بيان المجلس المحلي بالمحافظة الذي أمهل الحكومة إلى 22مايو لحل مشكلة الكهرباء بالدرجة الرئيسية, وكذا الكثير من القضايا التي تعاني منها المحافظة, حضرموت التي ترفد الموازنة العامة للدولة بأكثر من 70 % من الإيرادات وتضم مساحة تقارب من ثلث مساحة الجمهورية, كان أبناؤها ينتظرون معاملة من المركز تليق بما تقدمه حضرموت من إيرادات ترفد بها خزينة الدولة , يحاول البعض استفزاز أبناء حضرموت من خلال تصويرهم بأنهم لايستحقون أن يحظوا بأي اهتمام, وقالها البعض صراحةّّ إن حضرموت لاتستحق أي اهتمام لأن ذلك يعتبر تدليلا لها,في صورة تنم عن مقدار مايحمله البعض من غيض وحقد تجاه محافظة عرفت المدنية قبل أن يتهجى هؤلاء الأحرف العربية بصورة صحيحة,أبناء حضرموت تثيرهم العنجهية والتعالي والاستهتار تجاه حق من حقوقهم ,فهم لايريدون إن يمن عليهم احد بقدر أنهم لايهادنون في حقوقهم , كما أنهم لايمنون على احد بمايقدمونه من خيرات أرضهم التي حباها الله سبحانه وتعالى بخير وفير, فلِمَ استفزاز الحضارم إذاً ولم نظرات التعالي تجاه حضرموت؟ ... *سكرتير تحرير صحيفة حضرموت اليوم [email protected]