“التحرر من الاستبداد والاستعمار ومخلفاتهما وإقامة حكم جمهوري عادل وإزالة الفوارق والامتيازات بين الطبقات” ترى هل نحتاج إلى خمسين عاماً أخرى؟ *** إن من أسوأ ما قامت به الدولة الزيدية - دولة الإمامة على مدى عقود في اليمن - توريث تخلف القائمين الاصطفائيين عليها في الإقطاع والملكية وأدوات الإنتاج التقليدية المنحطة، إضافة للتكوين الثقافي المغلق والعلاقات الاجتماعية العشائرية إلى الحلفاء والأتباع القبليين أيضاً؛ فبعد ثورة 1962 ضد الأئمة ظهر المشائخ تماماً متطابقين مع عقلية من أرضعوهم حليب اللاتطور والاستقواء، مناهضين على الدوام لقيام دولة مركزية قوية من الناحيتين السياسية والإدارية، كما مبدأ المواطنة المتساوية مع بقية الغالبية من الشعب. وحتى وإن كان بعض هؤلاء قد خاضوا شوطاً مهماً في النضال الوطني ضد الإمامية مثلاً؛ إلا أننا سرعان ما سنكتشف بأنهم ضد تقوية فكرة الدولة لفرض المصلحة العامة عبرها لصالح كل الشعب، أي أنهم كانوا يتقمصون فقط مظاهر الجمهورية والقانون والدمقرطة.. والثابت أنهم استمروا يذودون عن مصالحهم الخاصة عبر فكرة الدولة فيما ظلت علاقتهم بها - وقد تطلبت تحولات الواقع تكوين علاقة مفترضة معها - مبنية على أساس الاستفادة الأنانية وبس؛ باعتبار أن لهم - خلافاً لغيرهم من طبقات الشعب بالطبع - حقوقاً تاريخية مشروطة وواجبة، يجب أن تأخذها هذه الدولة في الاعتبار، ما لم فإنهم بسلاحهم - الذي لم يرضخ أبداً لسلطة الدولة الهلامية أصلاً - سيفرضون ما يريدون.. *** ظلم الإمام عبادة.. [أوجع عبارة سمعتها في حياتي من عجوز قبل سنين كانت تشرح لي كيف جعلهم عصر الإمام البغيض يرددون تلك العبارة لأنفسهم باقتناع وكمواساة!] *** يقول علي ولد زايد: الشيخ لو شاف تبّة، قفز عليها وكوّر وقال هذي نصيبي، وشخّ فيها وسوّر *** طبعاً حتى لو أزالوا كل المتاريس من صنعاء تظل صنعاء بنفسها متراساً كبيراً.. فقط.. ليتخيل كل واحد منكم أنه يعيش في متراس! *** منذ سبع حيوات مفزعة وخمسين موتاً رؤوفاً ظلوا ينتظرون الدولة بلا فائدة على أن الغلبة ستكون لعوائي الأزلي يا طفلي الصغير المسكين لذلك أرجوك أرجوك لا تسامحني مع أنه ليس بيدي أن لا أكون يمنياً وكل أحلام اليمنيين هباء ثم عليك عندما تكبر أن لا تغفر لأعداء الدولة يا صغيري أولئك أعداؤك في المقام الأول *** نرجوكم.. كفى.. كونوا بشراً مثلنا.. لا ترتكبوا الخطايا علينا بالمقابل وليس لنا ذنب أما الاستمراء في هذه الناحية فهو ما يؤدي إلى قلب حجتكم عليكم.. كل عقل مستنير يخضع لدوافع عقلانية بالطبع وكل شيء يتحقق بالتعالي الطبقي المتعجرف ليس إنسانياً على الإطلاق. *** رجالات الحقيقة لا يندمون.. يعرفون أن الندم هو أكبر إهانة للذات الإنسانية. *** حين نتخلص من سخافات اليسار وسلبية الوسط وخطيئة الطائفية وحماقات اليمين: سننجو.. *** قال لي: أنا مكتئب كما لم يحدث من قبل، وأشعر أني في زنزانة بحجم علبة معدنية.. وأفكر في كتابة قصيدة وطنية على طريقة خليل حاوي.. قلت له: أرجوووووك.. دعنا نبتهج باكتئابنا على الأقل.. فكر جيداً وقل معي: ما سيحدث سيحدث! *** فقط لنناضل من أجل المواطنة المتساوية حتى نشفى من ذلك الجرح التاريخي المفتوح الذي يهزأ منا جميعاً.. المواطنة المتساوية كعلاج حقيقي للمجتمعات الواعية بعبثية قيحها المعيق للتقدم.. ** أيضا النضال النضال ضد آفة الإقصاء ومع فضيلة الشراكة: كان المشترك دليلاً على عافية وطنية، ولازلنا واثقين - رغم كل السلبيات والمكائد والتربصات - بأن يترسخ في ذلك ويتنامى مستمراً، غير أنها البيئة السياسية اليمنية للأسف لازالت تقع في فخ براعة إنتاج الخصوم، ويجب أن ينجو المشترك عبر التحالف الوطني الصحي المتسع محلقاً دائماً ومتجاوزاً لصغائر الاستفراد والضيق بالآخر.. *** إن دجاج الطوائف يقتات من مزابل التخلف, وله أجنحة ولا يطير.. أما الأحزاب العلمانية كافة, ومن دون استثناء, لم تفلح في التقدم خطوة باتجاه إلغاء النظام الطائفي.. لعنته وهجته ونامت في مخدعه. زنت معه وبه.. الأحزاب العلمانية انشغلت بالسلطة الطائفية والقيادات الطائفية أكثر من انشغالها بقضية المواطنة..[الرائع نصري الصائغ - من كتابه الشجاع “لست لبنانياً بعد - أو في مديح الطائفية”]. *** للأسف:دائماً دائماً لم يتضامن الأحرار معاً كأحرار، ولذلك كانت ثورات العالم دائماً دائماً تتعثر.. *** أعتقد أن جمال بن عمر صار أقرب إلى هموم اليمنيين من كثير ساسة يمنيين للأسف.. *** ترى هل ينتظرون من الموتى المزيد؟ كم فتشوا في سيرة الموتى عن الثورة والأحلام، وكم جعلتهم خيبات الحياة أكثر نضجاً.. لذا قرروا إعلان الولاء لتألق الشغف الذي في ضجرهم فقط.. لا يرحمهم العمر المقاوم، ويتجددون دائماً في مباهجهم ومواجعهم العتيقة.. ثم وهم يستدعون كل يوم بشاشة أصدقائهم الموتى على هذا النحو المثير، يفرطون أيضاً في الموت معهم بفائض تعب وحنين لا يقاوم..*** ما هو أسوأ من العمى هو عدم الرغبة في الرؤية..[يقول لينين]. *** حقيقة المثقف هي باعتباره: حرية واحترام ذات.. لذلك عليه دائماً وضع مسافة مهمة جداً بينه والسلطوي من أجل النزاهة كما من أجل عدم الاستلاب أو التورط بالتحيزات المشؤومة وآثامها قيمياً وأخلاقياً.. عليه أن يتسق مع وعيه الحر فقط، وأحلامه الوطنية العليا.. *** (الذين خذلونا جيّداً.. لم يتركوا فرصة للعتاب.. أوهمونا بالبهجة ومضوا، مخلفين لنا أعقاب سجائرهم.. كانوا يحلمون بوطن لا يجيء.. ودون أن ندري، صرنا شاردين كنظراتهم المعلّقة)!. [من نص شرود - من مجموعتي “نسيانات أقل قسوة” 2004م]. *** عبدالنبي يوم ما سرح كانت تحوم حوله الكلاب وما لقاش في غربته طاقة وباب هم زيدوا له بالطفح عبدالنبي يمّه تعشى به الضبح درا بهم عرف حقيقة ما جرى مو تحسبي: عبدالنبي ماهوش غبي وبعدين رآهم يكسروا شُبابته وهو حلف بشبته انه شواصل شنتظر وقال: إن الصدق بح والحب بح وإن واقعنا افتضح نشتوه يعود يرجع لنا يطلع يبعر للصغار كان دائماً يندي لهم كل الملاح وهو يلقط له الخياب وبعدين رآهم كلهم من جا على اصماحه نضح عبدالنبي يوم ما سرح عبدالنبي يمّه تعشى به الضبح [فجأة اندلقت من سحيق الذاكرة هذه القصيدة الشعبية التي أعشق لصديقي الذي أشتاقه.. رمزي الحكيمي].