«تعز » تلك المدينة التي تسكن ذاكرة كل اليمانيين وحدها التي تتجدد صياغتها كل جيل : لغاتٍ لاخضرار الروح في تلابيب الجسد، ومعانيها وحدها التي تنتشر ملء آفاق الوطن .. إشراقات فجر وحدوي الفكر والعاطفة وتلاحين الأناشيد المدرسية.. من بهاء صباحات الحصاد تصنع “الحالمة” كل يوم خبز الديار والشوارع وأكواخ المستضعفين، ومن حراك نهاراتها المتصببة بعرق الرجولة تبني كل يوم قلاعاً للعلم والمعرفة والعطاء والحرية.. هي “الحالمة” التي نعشقها وتعشقنا.. نعشقها قصائد للحب والجمال والعطر الذي يفتر من ثغر الجبل “صبر” الشموخ والكبرياء.. وتعشقنا شعباً يستظل بدفء سحاباتها الماطرة وظلال أشجار ثقافتها المتميزة والمتفردة في كتاب حياتها الإبداعية المعاصرة. عرفناها قبلة العشاق في كل ربوع السعيدة.. تعطيك في قاعات الدرس ألف معنى ومعنى للمواطنة الصالحة المتحررة إلا من أصالة الحب الأصيل، وتلقاها في أسواقها الشعبية فواكه لذيذةً ومشاقراً تزهو فوق خدود الغانيات.. وإذا كان الشباب هو اللهب الذي يصنع المتغيرات ، فإن “تعز” هي الموقد الذي يتدفق منه ذاك اللهب منذ الصرخة الأولى في وجه الإمامة وحتى اللحظة الفارقة والشجاعة التي خرج من رحم “الحالمة” فيها “شوقي أحمد هائل سعيد”.. من أجل ذلك فإن من يعرف “تعز” عن قرب كمن يسمع عنها عن بعد لا يختلفا في حب الوطن، وليست “تعز” إلا وطناً يزهو على هام الوطن.. والذي شذت به أخلاقه عن عشق سيدة المدائن في ربوعك يا “يمن” هو القبيح في مظهره والأقبح في جوهره لأن “تعز” بجمالها وناسها وثقافتها وثوريتها المتأصلة في وعي أمتنا تاريخ بأكمله من الحق والخير والجمال، والذي نفسه بغير جمال لا يرى في “الحالمة” شيئاً جميلاً. ولأنها كذلك كانت ومازالت حتى يومنا هذا هدفاً لكل المتوحشين الحاقدين على الوطن.. أو ليس ما يصب الأعداء من حقد وعداوة وعبث فوضوي ممنهج في “تعز” هو في حقيقته انتقام من وطن ؟؟ لماذا اشتعل الخبث في نفوس الخبثاء وقامت قيامة العابثين بمصالح الوطن وأمنه واستقراره وحياة شعبه وسكينته العامة لمجرد أن وجدوا في محافظ تعز شوقي هائل أنه سوف يمضي بالمحافظة إلى عكس ما يريدون لها من خراب.. لأنهم لا يحترمون سوى مصالحهم الضيقة ونزواتهم الموبوءة بحمى شهواتهم المريضة التي لا تخدم الوطن ولا المواطن لا حاضراً ولا مستقبلاً !! أليست “تعز” من ركبوا على موجة ثورة شبابها وجنوا منها الخير العميم فلماذا لا يريدون لها الأمن والهدوء والتنمية والاستقرار ؟ أليس شوقي هائل هو من أصدر قرارات مماثلة لمصلحة تعز في حق موظفين من تيارات أخرى.. لماذا سكتوا عن ذلك وثاروا ثورة حقد واحد ضد المحافظ وقراره الأخير الذي هو أيضاً يخدم تعز ؟ ماهذه المفارقات المشينة في سلوك جد مشين كالذي رأيناه وسمعناه ضد محافظ تعز وهو الذي تحكي مؤشرات مباشرته للعمل أنه يحب تعز حباً كبيراً.. ألا تكشف مثل هذه الأعمال العبثية والهزلية والمهزلية بأن الصادقين في حب “تعز” هم من يباركون كل ما يخدم محافظتهم وليس مصالحهم. ثم وهذا هو الأهم : ألم يفهم بعد - وخصوصاً بعد هذه المواقف المناهضة للأخ المحافظ شوقي أحمد هائل- ألم يفهم شباب ومفكرو ومثقفو ومشائخ وأعيان و... و.. تعز حقيقة اللعبة التي تتم سراً وعلناً في حق الوطن أجمع فما موقف الجميع.. على الأقل من أجل “تعز”؟ إننا نصرخ في وجوه كل من يقف متربصاً بالحالمة أو لا يريد لها الخير ونقول لهم “دعوا تعز في حالها” دعوا الحالمة تتنفس الصعداء.. فقد ضحت كثيراً وآن الأوان لها أن تعيد ترتيب بنيانها من جديد رحمة بالشارع الذي فقد الأمن ولمسات الجمال، وبالحقل الذي غادرته أزاهيره ورياحينه وبالمصنع الذي يأوي مئات العاطلين وبال... وبال... الخ فهل من مستجيب ؟