هاهم أبطال قواتنا المسلحة والأمن وأبناء اللجان الشعبية يسجلون انتصارات عظيمة ونحاجات نوعية ، في محاربتهم لتنظيم القاعدة الإرهابي في محافظة أبين ، وكان آخر تلك الانتصارات استعادة مدينة زنجبار من قبضتهم ، عكست اقتداراً عالياً في التعاطي مع هذه الآفة الخبيثة ، والذين استطاعوا ان يوجهوا لعناصر الإرهاب ضربات موجعة ، أدت إلى تقهقرهم ، ومصرع العديد من قياداتهم ، وذلك في إطار عملية محكمة وشاملة لتطهير ابين من هذه النتوءات الإرهابية ، والتي عمدت الى مهاجمة أبناء المحافظة ، مستغلة الظروف الاستثنائية التي يمر بها الوطن. وقد عمد هؤلاء وأنصارهم في اقتحام المنشآت العامة والخاصة والاستيلاء عليها وقتل الناس وترويع الآمنين ، مما أدى إلى تشريد آلالف الأسر من منازلهم وتحويل مدينة زنجبار إلى مدينة أشباح ، ومركز لتجمع عناصر الإرهاب ، وذلك تمهيدا لإعلانها “ إمارة إسلامية “ وهو الأمر الذي لم ولن يتحقق لهم .. ويستحق أبطال القوات المسلحة والأمن ومن خلفهم اللجان الشعبية التحايا والتقدير والاعتزاز لما أنجزوه من عمليات نوعية ، في مدة وجيزة بضرب ودك معاقل الإرهاب ، وتخليص الوطن من شرور عناصره الإجرامية ، وذلك اقل ما يمكن أن يعبر عنه أي مواطن يمني تجاه أولئك الأفذاذ ، الذين تعهدوا بحفظ أمن واستقرار الوطن والسهر على صون منجزاته ومكاسبه وكرامته وسيادته ، دون ان يترددوا في تقديم التضحيات تلو التضحيات من دمائهم وأرواحهم ، من اجل ان يظل هذا الوطن عزيزا كريما شامخا ، في وجه التحديات والأعاصير العاتية والمخططات التآمرية .. ومما يستحق الذكر في هذا الصدد حالة الصمت المريبة عند البعض ، لما يجري من أحداث جسام ، وأهوال عظام ، وتحديات جمة ، يمر بها هذا الوطن ، وأخص بالذكر بعض وسائل الإعلام المرئية والمقروءة ، وأتساءل أنا وغيري من المواطنين : هل هناك أشد ألماً وحرقة من شباب تزهق أرواحهم بالمئات في ميدان السبعين وقبلها في دوفس والبيضاء ؟ جنود في عز شبابهم يستعدون للاحتفال بعيد الوحدة ، ليتحولوا في غمضة عين وانتباهتهما إلى أشلاء ممزقة ، مشهد مؤلم .. وغائر ..ومؤثر ان ترى تلك الأجساد الطاهرة تتناثر وتتطاير وتغطي الأرض .. إن هذا المشهد سيظل ماثلا أمام مخيلة اليمنيين ردحا من الزمن .. إلى أي مدى وصلنا إليه .. وما هذا الذي يحدث بيننا ؟ حتى أفظع أفلام الرعب الأمريكية الخيالية لا تستطيع فعل ذلك .. ولن يكون ذلك العمل الغادر إلا من قلوب أقسى من الحجارة .. استمرأت القتل ، واستمتعت بمشاهدة الأشلاء ، أناس سلموا عقولهم وأدمغتهم إلى منظرين لا يخافونه في الدين والعباد إلاً ولا ذمة ، كيف لا !وهم ينظرون لهم ان ذلك العمل الخبيث اقرب طريق يوصل الى الجنة ، تلك الأفكار الهدامة والمغلوطة التي تسير في عقول هؤلاء سريان النار في الهشيم . ومما لا خلاف عليه أننا جميعا معنيون بمواجهة هذه الظاهرة القادمة من خلف الحدود ، ولكن لا يتأتى ذلك إلا بمعالجة مشاكل الشباب . والبحث عن فرص لعاطلهم ، ومحاورتهم وخاصة المغرر بهم ، لأن البطالة وانعدام فرص العمل تجعل شبابنا عرضة للانخراط في هذه الجماعات ، ومما لا خلاف عليه أيضا ان التغيير السياسي الذي مر به هذا الوطن يجب ان يواكبه تغيير اقتصادي ومعيشي للناس ، والحديث عن الاقتصاد هنا لا يخضع للأمزجة والأفكار ، والاستراتيجيات طويلة الأمد ، ولكنه شيء مادي لا بد ان يلامسه الناس وفي مقدمتهم الشباب .. والجميع كذلك حكومة وأحزاباً ومنظمات مطالبون أن يؤدوا دورهم الفعال في محاربة واجتثاث هذه الآفة الخبيثة إذا أردنا التقدم والفلاح لهذا الوطن .. حفظ الله وطننا من كل مكروه .