حمل السلاح ظاهرة منتشرة في المجتمع اليمني ,حيث انه عندما يقال إنها منتشرة فهي على مدى واسع حيث يعتبر عاملاً وقاسماً مشتركاً بين مختلف القبائل التي قد تختلف في أشياء في عاداتها مثلاً , في بعض الأعراف والتقاليد من قبيلة لأخرى الا أن حمل السلاح موجود في كل قبيلة ومجتمع صغير.هذه الظاهرة مع مرور الأجيال أصبحت مظهراً تقليدياً لكل فرد وأصبح من الزي الرسمي ومن المظاهر الهامة في زي المواطن وبمختلف الاسلحه , وتختلف درجة التعلق بحمل السلاح من شخص لآخر فمنهم من يكتفي في وضعه في البيت، وهي اقل درجة من درجات التعلق به وهذا قليل جداً ومنهم من يكتفي بحمل (المسدس) ومنهم من يحمل (المسدس والآلي) معاً ومنهم من يضيف إلى ذلك 3 خزنات رصاص وخزنه إضافية فوق (الآلي ) مربوطة بشريط لاصق فوق الخزنة الرئيسية بإحكام أضف إلى ذلك قنبلتين يدويتين هجومية ودفاعية فتراه وكأنه في مقدمة المعركة وتراه يزاحم في السوق وفوقه كل هذا العتاد ؟. وهناك شخص لا يمكن أن تراه إلا والسلاح عليه ليل أو نهار.. في حله وترحاله في سفره وحضره ولا يفرقه لثانية واحدة حتى في الصلاة يضعه أمامه ويصلي , وأصبح من كثرة تعوده عليه لا يستطيع أن يفارقه ويشعر بنقص في زيه ومظهره ويشعر انه أضاع شيئاً من جسمه لومشى بدونه كالنظارة التي لا يرى إلا بها . فيا أخي الكريم إذا كان من الصعب أن تتخلى عنه فدعه في البيت إذا كان ولابد, أما إذا كان هناك عدوان خارجي أو ما شابه فلضرورة أحكام وأصبح من الواجب الدفاع عن المال والعرض, أما أذا تأمنت البلاد فلا داعي أن يأخذ السلاح وقد يشهره على أخيه في لحظة غضب وقد يقتل أخاه لأتفه الأسباب ولا ينفع الندم . فليكن همنا أن نوجه السلاح على أعدائنا ..على كل من يهدد الأمن والاستقرار ومن يهدد السكينة العامة ومن يقتل المسلمين بدون وجه حق . . لا أن نستخدمه لنحارب إخواناً لنا لمجرد الاختلاف في الرأي وقد قيل إن الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية , فكيف أفسد الاختلاف قضية الود؟ ولازال شعب اليمن شعب الإيمان والحكمة يسطر أروع الامثلة في الحفاظ على قيمه النبيلة وعلى الحكمة التي وصفة بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وصدق رسول الله حين قال:(الإيمان يمان والحكمة يمانية) وقد تجلت الحكمة رغم وجود أكثر من ستين مليون قطعة سلاح إلا أنهم فضلوا حل خلافاتهم بالعقل والحكمة فلندع الآراء تواجه الآراء لا أن نحشر السلاح في كل ملمات الحياة . لنشد على أيدي المهتمين على توعية الناس بضرورة عدم حمل السلاح في المدن الرئيسية ونأمل أن تشمل بقية المدن الصغيرة وقد خطت قيادة محافظة تعز خطوات إيجابية في سبيل الحد من هذه الظاهره المقلقة وعلى هذا النهج نأمل أن تحذوا بقية المحافظات على نفس الخطى وليعم الأمن والاستقرار اليمن .فنحن شعب الحضارة من قديم الزمن ومازلنا أحفاد الفاتحين والذين كانوا أنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم , وقد جعلنا الله المدد لرسوله ولدينه. والأمل لايزال موجوداً في أن نلحق بركب الأمم نحو بناء اليمن الجديد فإلى متى سيظل يعاني هذا الشعب العظيم , أما آن الأوان للنهوض ببلادنا إلى الأمام ولنثبت للعالم أننا قادرون على ذلك, وهذا يجب أن يكون هم كل فرد من أفراد المجتمع لنضع أيدينا في أيدي بعض ولنرسم للمستقبل الخطوط التي سنمضي عليها ولنجعل هدفنا هو النهوض بهذه الأمة العظيمة , وكفانا تقهقراً الى الخلف , فلندع الماضي وما به من شوائب ولننظر إلى الأمام , كيف نستطيع بناء جيل واع؟ كيف نقضي على المشاكل التي تعيق تحركنا ؟ وكيف نقدم الحلول للصعوبات التي ستواجهنا؟ وكيف نبني إنساناً بقيم نبيلة ونزرع فيه روح العمل على النجاح وعلى أن يحب كل شخص الآخر وليكن العمل بروح الإخاء ؟ فليوجه المهتمين بهذا الأمر اهتمامهم بالتنمية البشرية الشاملة , فالطاقة البشرية ثروة بحد ذاتها. كيف سنصل ونعقد الأمل بالمستقبل ونحن مازلنا نعاني من مثل هذه الظواهر فقد حان الوقت وعجلة الزمن لاتتوقف ولنلحق بالقطار قبل أن يغادر محطته. نسأل الله أن يوفق هذا الشعب وان يوفقه ويلم الشمل وان يتقدم في كل شؤون الحياة وأن يعم الوعي كل مواطن. [email protected]