إلى كل من رسموا ثقتهم على جدرانٍ آيلةٍ للسقوط مرّ العمر إلا رعشة ..والحلم إلا لحظة ...والوعد إلا هنيهة.. وما بين تلك المسافات يفتح الفتى للعمر ألف وجع .. وللحلم ميعاداً , وللوعد أغنية...فتسكنُ في خافقه اللوعة.. وتتبرّم الغفلة في مواقيته تثاؤباً يليق بحجم الشقوة المنسيّة في اصطكاكِ الدروب المتدليّة باتجاه أقصى الألم .. وهو يعبر أشياءً حبيبةً كانت ..ولكن: أضحى التنائي بديلاً عن تدانينا وناب عن طيب لقيانا تجافينا ويمرق العمر .. كرغبةٍ ممعنةٍ في الذبول على جيد الحلم ومواعيد الشتات.. وتنمو في أعطاف صباحات الخديعة كل ما رسمته أحداق المساء الصاخب في بلاهات الخيبة الأبقى على فم السؤال الممنطق بغفرانٍ يسبق ذنبه ..وتتلاشى في كدماته أوجاع الرغبة المشنوقة بحنجرة الحلم وهو يغني : وليلٍ كموج البحر أرخى سدوله عليّ بأنواع الهموم ليبتلي وأجرعُني كاشتهاءات العبق في تلافيف وردةٍ تحتضر كلما دهستها نظرة سماءٍ متجهمةٍ لا تؤمن بأرض القطيعة وهي تراود الفتى عن نبضه الممتد باتجاه يباس الشذى الممهور بفتنة الضحى وهو يتلو سورة الغياب.. ويحملق في سقف انتظاره .. يرسم غزالةً تتشرنق في جذع سكونها وتهمس للطفل بصوتٍ مبحوح: ودع هريرة إن الركب مرتحلُ وهل تطيق وداعاً أيها الرجلُ ! ويمضي الفتى .. حاملاً أوسمة خيباته .. ونياشين انكساراته .. فلا يتعثر..حيث كل مواجيده لاتشبه فيه إلا نبضه المثقوب بفجائع النوارس وهي تهجر أمواج الأمل ..وتعبر أشياءه في حميميةٍ مفرطة لا تعني سواه وهو يمخر عباب دمعةٍ تختنق بظلها..حين داهمته تفاصيل قلبه وهو يردد موّاله الأبدي : ولو حُمّلت صم الجبال الذي بنا غداة افترقنا أوشكت تتصدعُ. [email protected]