الفرق بين إنسان يتحدث أو حمار ينهق!! أمهات غيرن التاريخ وشاركن في صنع الحياة من خلال اعتماد “الجودة” في الإنجاب وليس الكثرة في العول كانت الأمهات يعتبرن الإنجاب مسئولية كبيرة فإذا أنجبت الواحدة منهن طفلاً واحداً فإنها كانت لا تتمنى أن تنجب الثاني إلا إذا علمت من نفسها أنها قادرة أن تأخذ على عاتقها تربيته وتعليمه في وقت لم يكن هناك وجود للمدارس النظامية وقد سبق الإشارة إلى أن أم سفيان الثوري يرحمها الله كانت تعمل بالغزل، فتقدم لولدها نفقة الكتب والتعليم، ليتفرغ هو للعلم، بل ويقال انها كانت كثيراً ما تتخوله بالموعظة والنصيحة لتحضه على تحصيل العلم، فكان مما قالته له ذات مرة: “يابنى إذا كتبت عشرة أحرف فانظر هل ترى في نفسك زيادة في خشيتك وحلمك ووقارك، فإن لم تر ذلك فاعلم أنها تضرك ولا تنفعك.. ولأن أم سفيان الثوري كانت كذلك، فقد تبوأ هو السيادة في العلم والإمامة في الدين لكن أمهات اليوم تنجب الواحدة منهن عشرة ولكنهم غثاء كغثاء السيل، لأنها أو لأنهن لا يعرفن أن مسئوليتهن لا تتوقف عند حدود الإنتاج كما تفعل “المكائن” فالمكينة فقط هي التي يقتصر دورها عند حدود الإنتاج، وكلما أنتجت كثيراً كانت قيمتها أكثر، لأنها تنتج بضاعة قد حدد الخبراء مواصفاتها ونوعها ودرجة جودتها، أما الإنسان فإنه يتحدد درجة جودته بعد إنجابه من خلال تربية متوازنة وزرع قيم ومبادئ لابد أن ينشأ عليها الطفل وإلا فإنه يتحول إلى حمار ينهق وليس إنساناً يتحدث ويتحول إلى كارثة متحركة يملك من الاستعداد لتدمير الوطن والأسرة والمجتمع.. ويتحول إلى برميل “باروت” يصلح للتدمير وليس للبناء، نشأ البخاري يتمياً ضريراً في حجر أمه لتقوم هي على تربيته أفضل تربية فتتعهده بالرعاية والدعاء، وتدفعه إلى التعليم والصلاح، وتزين له أبواب الخير. بل وترحل به وهو في سن السادس عشرة إلى مكة للحج ثم تتركه هناك وترجع، ليطلب العلم بلسان قومه.. ليرجع ويكون هو البخاري، ولتعلم أمهات المسلمين والأرامل منهن خاصة كيف تكون تربية الأبناء، وما دور الأمهات في جهادهن لرفعة الأمة والنهوض بها، وقد كان البخاري رجلاً ولكن أي رجل كان؟؟