هل تزداد الصالحات من الأعمال في الثلث الأخير من شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار؟ سؤال يحتاج إلى إجابة مسلم مؤمن، انطلق في عبادته ومعاملته من جوهر الإسلام عقيدة وشريعة، الأمر الذي يجعلنا ندعو القوى السياسية التي لم تعد إلى رشد الحياة السياسية أن يجعلوا من الثلث الأخير من رمضان الكريم والخاص بالعتق من نار جهنم فرصة ذهبية من أجل المراجعة والمحاسبة والمبادرة إلى الرشد وتغليب الصالح العام على المصالح الضيقة والأنانية والذاتية. إن المراجعة والمحاسبة المرتبطة بالأجواء الإيمانية في هذا الشهر الفضيل تؤدي إلى الفعل الإيماني الذي يجسّد قول الله تعالى عندما خاطب أهل اليمن بيا أولو الألباب وقول الرسول صلى الله عليه وسلم: الإيمان يمان والحكمة يمانية، وسير الأوائل الذين نذروا حياتهم من أجل أمن واستقرار ووحدة وتطور وازدهار اليمن، كما أن المراجعة في الأجواء الإيمانية تقود الجميع إلى إضافة جديدة في الحياة تخلد في ذاكرة الشعب وتفاخر بها أمام الشعوب والأمم الأخرى. إن المراجعة والمحاسبة في هذه الأجواء الربانية تعيد الحياة إلى حالتها الطبيعية، ويعود الإنسان إلى فطرته التي خلقه الله سبحانه وتعالى عليها، ثم تنطلق ممارساته لشؤون الحياة الدنيوية متوازنة مع ممارساته الدينية التي تؤهله للفوز بالعتق من النار. ولئن كان الثلث الأول والثاني قد رحلا، وتعلم تلك القوى التي تعمد بعض عناصرها الممارسات العدوانية وغير الإنسانية، ورغم ذلك لم تحرك ساكناً لمعالجة الآثار الكارثية التي خلفتها تلك الممارسات، فالحقيقة أنها قد حكمت على نفسها بالخسران المبين. ولذلك على العقلاء والحكماء أينما كانوا أن يأخذوا بأيدي تلك القوى من أجل الاستفادة الإيمانية من العشر الأواخر من رمضان؛ لزيادة الفضائل، وكثافة الرحمة، وغزارة المغفرة، ثم العتق من النار، ليرحل الشهر الكريم وقد حقق الخيرون لليمن والإنسانية أحلام الأمن والاستقرار والوحدة والتطور بإذن الله.