كل القوى السياسية اتفقت بأن تلعب بأوراق نظيفة في ساحة الوفاق الوطني الذي بدى كنقطة او كقاسم مشترك يحتم ويفرض على جميع الشركاء والفرقاء ان يتخلصوا من اعباء الفترة الماضية والابتعاد عن كل اوزارها والدخول في مرحلة نظيفة من الاتهامات واساليب التخوين كونها اصبحت لغة غير مقبولة وغير مستساغة..ولكن يبدو ان الحرس القديم في المطبخ الإعلامي للنظام السابق مازالوا يعيشون بنفس تلك العقلية التي تعودوا عليها يمارسون الاستعلاء ويوزعون صكوك الغفران الوطنية ويحتكرون حقيقة المواقف بما هو في واقع الحال كتيار فوضوي استبدادي يعيش على الأزمات ومقاول فوضى بامتياز. هذا التيار اذا اصطلحنا على تسميته تيار..هو واقع في حبائل الوهم والادعاءات الفارغة ولا يريد ان يصدق انه تيار منتهي الصلاحية ومنتهي الفعالية ولم يعد له من تأثير غير إحداث الشغب والفوضى ..ومثل هذه الممارسات ليست مفخرة وليست انجازا سياسيا ولا عملا موهوبا وانما يمكن القول :قد يقوم بمثل هذا العمل(الزعران)كما يقول اهل الشام او الشطار والبلاطجة..لقد كنا نأمل ان هذه الأزمة التي مرت وماتزال تمر بها بلادنا قد علمتهم وأفهمتهم وقدمت لهذا التيار فرصة مناسبة وملائمة ليتدارس ان الزمن قد تغير وان الأمور لم يعد قيادها بايديهم وتلك سنة الحياة وسنة التغيير ومن يكابر او لا يريد ان يصدق ذلك فإنه كمن يغطي عين الشمس بمنخل..ونحن نربأ بهم ان يواصلوا تصديق انفسهم في انهم عماد الخيمة وانهم قطب الرحى فتلك أضغاث احلام ندعوا لهم ان يشفوا منها رأفة بهم لكي لا يتحولوا الى اضحوكة وازدراء من الناس لأنهم شفاهم الله لا يريدون ان يفهموا او يصدقوا ماجرى وما سيجري..ومع ذلك نجدهم مصرين على إعادة تسويق انفسهم الى الساحة السياسية مرة اخرى متناسين او متجاهلين ان المجتمع اليمني لم يذق وبال عبثيتهم واسلوبهم الشنيع في إدارة الأمور وربما قد ينسى المجتمع او يتناسى افعالهم التي ترقى لأن تكون اهداراً لآدمية المواطن والاحتيال على حياته وعلى آماله وعلى طموحاته في اكبر عملية احتيال على مشاعر امة في التاريخ وخرجوا منها تحت مظلة مايسمى بالحصانة إن هم احترموا إرادة الشعب. نحن لا نطالب بأن نتجاوز الشفقة الأممية(الحصانة الدولية) ولا نطالب بأن يختفوا ويتواروا اولئك النفر ولا نطالب ايضا بملاحقتهم ولكننا نطلب منهم برجاء ان يحسنوا من خطابهم الإعلامي والسياسي ويرتقوا عن اسلوب توزيع صكوك الوطنية والتخوين لأن ذلك لا يليق بهم ولا يمكن ان يتقبلهم وهم بهذا الحال أي مواطن بسيط..فمن اهدروا كرامة المواطن وسرقوا عيشه واحتالوا على تاريخه ومارسوا الاغواء السياسي والنفا ق لا يحق لهم ان يتحولوا الى سدنة لمحراب الوطنية وهم يعرفون ان التاريخ لايرحم ولن يرحم.. وان استطاعوا الآن اخفاء حقائق وطمس معلومات فلن يكون بمقدورهم بعد اليوم ان يعبثوا بذاكرة الجيل الجديد الذي خرج الى الساحات والميادين وتعرض للرصاص والقتل والاغتيال والحرب في مقابل ان يذهب هؤلاء سدنة الوطنية المعلبة. ويبقى ضروريا ان نضع لهؤلاء مرايا عاكسة امام عناصر التيار المحنط ليشاهدوا عن قرب سحنتهم المشوهة سياسياً واجتماعياً وعليهم ان يدركوا ان بضاعتهم اصبحت كاسدة وستعود اليهم. سلطان والسلطة من سوء حظ الرئيس السابق علي عبدالله صالح وبطانته ان صلاحية حكمهم انتهت قبل ان يحققوا لليمن مشاريعهم الطموحة وخاصة مايتعلق بالقضاء على الفقر والبطالة التي حدد الرئيس السابق عامي 2007و2008م سقفا نهائيا للقضاء عليهما..وكذلك انشاء السكة الحديد التي كانت ستقرب المسافات وتوليد الكهرباء بواسطة الرياح بعد ان تم التخلي عن توليدها نوويا مراعاة لمشاعر دول الاقليم حتى لانتهم بأننا في اليمن نبني برنامجا نوويا ثم نغزوهم به كمافعل العراق..وغيرها من المشاريع الكبرى التي وعدبها الرئيس السابق..لكن البركة في الشيخ سلطان البركاني فهو لاشك قادر على تنفيذها بعد ان يستعيدالسلطة المطلقةحسب زعمه للمؤتمر الشعبي العام ويكون هو رئيسه..ونحن في انتظار تحقيق وعوده..فمن يدري فقد ينجح فيما فشل فيه الرئيس السابق ؟خاصة بعد ان اعترف الشيخ سلطان البركاني لقناة:(يمن تودي)انه يفتخر بلقب البلطجي الأول في اليمن.