كانت كلماته صادقة ونابعة من القلب فمن سمعها لا يمكن أن يشكك في كلامه وصدق مشاعره فلقد وصلت القلب، لأن ما يخرج من القلب يصل القلب وما يخرج من اللسان لا يتجاوز الآذان ، أنها كلمة الرئيس هادي أمام النواب وباعتقادي تتشابه كثيرا في مضامينها مع كلمته الأخيرة أمام حكومة الوفاق ولقد حملت كلمته العديد من الرسائل الإيجابية لجميع أبناء الشعب وبين بأن اليمن في مرحلة تاريخية مفصلية وبأن التاريخ يسجل كل شيء وبأنه لا يرحم ولست أدري بماذا يفكر من يقف أمام عجلة التغيير وبماذا يحلم لأن الإرادة الشعبية هي الأقوى وصاحبة الكلمة الفصل أم أنهم مازالو في كوكب آخر بحسب رئيس الجمهورية، وحقا لقد دارت عجلة التغيير للأمام ولا يمكن أن تعود إلى الوراء ، حينما كنت أتابع كلمة الرئيس أدركت حجم فضيلة الاعتراف بالحقائق وإن كانت مرة لكنها من نبل الأخلاق فالسلطة والدولة والمنجزات والمعجزات وكل ما كان يمتن به نظام صالح طوال ثلاثة عقود صارت كسراب بقيعة وتبخرت ، ولعل ما قاله هادي يؤمن به الكثير من الناس لكن البسطاء من الشعب لم يكن ليتخيل بأن ما كان يتفاخر به نظام صالح صار مآله إلى اللاشي وكأنك يابو زيد ما غزيت ، وهو ما ظهر جليا في أحاديث وحكايات بسطاء الناس عقب سماعهم لكلمة الرئيس خاصة، والشعب قد عرف هادي بأنه ليس كثير خطابات كصالح الذي كان يخطب ويتكلم في الأسبوع ما لا يقل عن خمس خطابات ، ولعل قلة خطابات هادي القليلة سمة تميزه، ولكم كان هادي جميلا وهو ينصح أعضاء البرلمان بأن يجعلوا من اليمن دائرتهم الوحيدة وترك التعصب للأغلبية وتغليب مصلحة الوطن وكأن أكثر صراحة وجمالا وهو يتكلم عن التفكير بالعودة إلى البرلمان مرة أخرى وكأنه يقول لهم من الأفضل لكم أن لا تعودوا إلى البرلمان مرة أخرى فمن يعيشون اليوم في البرلمان ليسوا الإ عاهة الوطن وورمه الخبيث الذي يجب أن يتم استئصاله، فلولا أخطاؤهم ومناكفاتهم وعدم قيامهم بأدوارهم المطلوبة وتحملهم أمانة المسؤولية لما وصل اليمن إلى ما وصل إليه اليوم وأتمنى أن يتبنى مؤتمر الحوار قراراً مؤقتاً بحرمانهم من العودة إلى البرلمان في البرلمان القادم ولو كان فيهم البعض ممن لا يستحقون لكنه الخبث حينما يكثر فلابد من التضحية بالطيبين ليرتاح العباد والبلاد من شرور ومآسي الكثيرين منهم. ولقد كانت اليمن بحاجة ماسة لحزمة قرارات جديدة عقب خطاب الرئيس تتعلق بهيكلة الجيش وتعين محافظين جدد ، وبكل تأكيد ستحظى بدعم شعبي منقطع النظير ولست مخطئ في ما كنت أتمناه وأتوق إليه وختاما لقد أثبتت الأيام بأن هادي رجل بحجم المرحلة وبأن أبينواليمن ولادة بالكثير من النبلاء والرجال الأفذاذ الذين اختلطت وطنيتهم بدمائهم فكانوا عند قدر المسؤولية والتحدي.