أعرفكم(هالك) معروف, ومالك(خازن النار), وقباض الأرواح(عزرائيل).. هؤلاء مجتمعون ومثلهم معهم من الإنس والجن نجدهم حولنا, ويومياً معنا, لأن الأماكن التي نزورها يومياً هي أماكنهم, فالمستشفيات بالنسبة لنا باتت أماكن محببة لنا, لدرجة أننا يجب أن نزورها يومياً.. ونكون كالمستجير من الرمضاء بالنار.. من المرض الهالك, إلى نار الأطباء والفحوصات والأدوية وو... إلى عزرائيل ملك الموت بعد أن نكون قد استنفدنا آخر ريال في جيوبنا, وجيوب الناس الذين فكروا بالوقوف معنا, وكانوا أوفياء معنا في ساعات العسرة, والكارثة أن المرء قبل موته لايجد حتى صدراً حنوناً, أو لساناً صادقاً يخفف ألمه, فكل طبيب له منهجه أو بالأحرى(جنانه), كل طبيب ينفي ماقاله قبله, ويتهمه بالجهل وعدم معرفة الطب والعلم الحقيقي, حتى تصيب المريض الدهشة, ويفقد الثقة بالطبيب الأول تماماً, خاصة بعد أن يأمره الطبيب الثاني برمي دواء الطبيب الأول جانباً, وإلغاء فحوصاته, ويطلب منه فحوصات جديدة, ثمنها يضاعف الفحوصات الأولى, وتبدأ الروشتة الجديدة بالظهور, ويبدأ المريض بشرائها كما اشترى الأولى لكن بأغلى, وفيها إعلان جديد لعيادة جديدة وطبيب جديد استشاري وخريج بلاد كذا وكذا .. وتبدأ القصة من جديد, ويظهر مالك خازن النار بدلاً من ملاك الرحمة, وينفي ماسبق تماماً, ويسب ويلعن ويستهزئ, ويحذر ويتوعد من سبقه من الأطباء ويتهمهم بالظلم والكذب والافتراء واستغلال فقر الناس وحاجتهم وجهلهم, ويذهل المريض على ماقد خسر من الفلوس, وماقد استعمل من الأدوية, التي اكتشف في نهاية المطاف عندما سأل الصيدلي أنها مجرد مسكنات ومضادات حيوية, حينها يلطم خديه ويدعو على نفسه أن يموت قبل أن يأتيه الناس الذي استدان منهم يطالبونه بحقهم, وهو الخاسر الوحيد, لاصحة ولا فلوس ولا ثقة بأصحاب البالطوهات البيضاء.. ويتحول المواطن اليمني الحي الميت إلى إنسان لايتحرك من مكانه, يقرأ القرآن على نفسه ليلاً ونهاراً فربما ماكان به(مجرد عين), ويبدأ قصة جديدة مع المشعوذين وقراء القرآن على الممسوسين والمرضى.. ومن نجاح لنجاح مبارك علينا..