هنا سلسلة من السيناريوهات الافتراضية المحتملة خلال الأيام والأسابيع والأشهر القادمة.. أسطرها تاركاً واسع النظر للقارئ الكريم: الحالة السورية الأكثر تراجيدية قد تستمر لبضعة أشهر، ولكنها ستؤدي في نهاية المطاف إلى نهاية النظام القائم، بعد أن يكون الفراغ السياسي قد فتح فجوة قاتمة، وتحدياً صعباً أمام القادمين الجُدد. ولعل ضعف المعارضة السورية وتشتُّتها، وتبلور مراكز قوى فاعلة في الداخل المقاوم لترسانة النظام وشبيحته.. لعلها من العوامل التي ستأخذ مجراها على الأرض لاحقاً، حيث سنجد أنفسنا أمام خارطة سياسية أكروباتية صعبة. في الولاياتالمتحدة يُرجح المراقبون عودة الرئيس أوباما لسدة البيت الأبيض، خاصة مع إدراك النخب السياسية المُجرِّبة أن مغامرة جديدة من اليمين الجمهوري المرموز بالمرشح “رومني”.. الجامع بين التطرف الديني الفاقع، والمذهبية الطائفية الخفائية الغامضة.. أن مغامرة من هذا النوع من شأنها أن تضع الولاياتالمتحدة في متاهات أكبر من تلك التي انخرط فيها الريغانيون البوشويُّون خلال محنة ما سُمّي بالحرب العالمية ضد الإرهاب. وعلى ذات النسق يتمنَّى أغلب الحلفاء الأوروبيين عودة أوباما، لإدراكهم التام بأن الولاياتالمتحدة هي رأس الحربة الكونية للغرب السياسي الأيديولوجي، وأن أي عودة لسياسات المبادآت الاستراتيجية الأمريكية ستجعلهم ينخرطون فيها جبراً لا خياراً. روسيا والصين تتجهان نحو تحالف استراتيجي جيوسياسي وثيق. ولقد كان لزلزال الربيع العربي أثر حاسم في بلورة هذا التحالف، لشعور الطرفين بأن البساط يُسحب من تحت أقدامهم، وأن ثقافة الغرب السياسي في حالة تمدد ظافر في المنطقة العربية.. ولا ننسى هنا أيضاً منظومة المصالح التي ستجعل الكعكة العربية تدور في مائدة واحدة لا شريك فيها، ولا مكان فيها للصين وروسيا، وللحديث صلة . [email protected]