من حقنا أن نصرخ في وجوههم: قفوا.. قفوا.. ومن حق الصرخة أن تنسج صداها في فلوات الفضاء الوطني سؤالها الكبير! هل تقوم ثورة التغيير أصلاً بحفر قبرها على أيدي أبنائها.. أم أن حفاري القبور أعداء التغيير وعتاولة الثورة المضادة هم الذين يحاولون عبثاً أن يدفعوا بها إلى الضياع والفناء..؟! إن التغيير الحقيقي هو الذي يصنع التاريخ المعاصر المضيء، أما سواه، فلم يصنع سوى التسكع مع التاريخ.. سوى الأوهام والخراب..! إذن ذات القناعة نكررها اليوم وغداً وبعد غد، إن القوى الوطنية الفاعلة اليوم غدت في أمس الحاجة إلى تأسيس نظرتها الوطنية على مبادئ روح التغيير، وهي مدعوة للإيمان بهذه النظرة.. والمراجعة تقتضي أيضاً النقد الذاتي لتجربة هذه القوى إلى حد الجلد الذي يسلخ الخلايا الميتة، فالتجارب قد كشفت لنا حالة فاضحة من التخلف والتأخر والتخثر داخل هذه القوى..! سواء كانت السياسية الحزبية المدنية أم تلك القوى الدينية والقبلية التي للأسف جميعها تعيش المعادلة المؤرقة بين فقدان القدرة على تسنَّم قيادة مسيرة التغيير، وثورة تغيير شعبية جارفة تتصاعد على الأرض..! فهل يمكنها الجمع بين جناحي هذه المعادلة؟.. هذا هو السؤال الكبير..! [email protected]