النساء كثير والأنوثة قليل ...هكذا يردد الغالبية, سواء أولئك الذين إن جاملناهم وصفناهم بأنصاف الرجال, أم, أصحاب الأقلام أولئك الذين من البديهي أن يتفوقوا بحساسيتهم وسمو مشاعرهم ونبل قيمهم عن بقيتنا نحن البشر, وخاصة الشعراء فلا أظن الشعر يولد من أنصاف أرواح!. نسمع كثيراً من الرجال يردد بعد زواجه:تزوجت الأنثى فتفاجأت بعد ا لزواج بالمرأة... ما لعنة الزواج هذه التي تكشف للرجل سوء التفاهم الذي وقع فيه؟ أو إذا اقتربنا من لغة الواقع أكثر, سوء الفهم الذي أوقعته هي فيه؟فهل الأنثى هي الحلم لذي إن طالته أيدي الرجال فقد كل نكهة؟. هل الصياد داخل الرجل يريد أنثى محال بلوغها, وإلا فما أسهل نسيانها وتجاهل كل عذاب صدها, الذي لطالما أرهق محاولاته الغازية؟. هل الرجولة تجد ذاتها في اللهاث وراء أنثى, ونصب الشراك والانتقال من خطة فاشلة إلى استراتيجية قد تنجح إلى أن تضيع مرة أخرى تلك الرجولة, متى ما تحولت الأنثى للمرأة في عقار يملكه رجل؟هل يكفي هذا العذر للانتقال من امرأة إلى أخرى بحثاً عن أنثى؟ هل يكفي هذا العذر ليبرر مللاً رجولياً من نساء تحولن بغرابة في عيون الرجولة من أنثى إلى امرأة ؟. فهل البحث عن أنثى في نساء أخريات هو الهدف, أم أستطيع القول إن السعي إلى النساء الأخريات بحجة الأنثى هو الغاية؟. من قال إن واجب الرجل البحث عن الأنثى أينما وجدت؟ من أوكل إليه هذه المهمة؟. ومن أعطاه الحق في تحديد الأنوثة... درجاتها... ونسائها؟. الأنوثة هي خاصية تلك الأنثى التي تردد(لا ) الحرية أمامك يا ابن آدم فتسعى جاهداً لقمعها, لامتلاك قرارها حتى لو جنحت لقفص الزواج, لتدرك فيما بعد أن القفص لم يكن ذهبياً أبداً, إن لم تحرمه فيما بعد من كل لون إلا السواد... هل هي ظاهرة صحية أن ابن آدم متى ما وضع أنثاه في بيته سرحت عيناه خارجه؟. هل استسلام المرأة وطلبها اللجوء إلى الرجل شريكاً للعمر وللروح يحرمها تلقائياً أنوثتها؟. هل للأنوثة ملمس ؟ هل لها أبعاد مقاييس ؟هل لها تعريف؟ هل يشترك اثنان في الاتفاق على أنوثة ذات المرأة؟ أم أن الزوج يرى زوجته امرأة وبقية الرجال يرونها هي ذاتها أنثى؟ هل المشكلة في المرأة التي تزوجت أم في العيون التي تقيمها؟ هل على الأنوثة أن تبقى هكذا مجهولة التوصيف أو التعريف ,نتحدث عنها دون أن نعرف أين أو كيف أو متى نراها؟ كما هو الإرهاب الذي حكم عليه أن يبقى معلقاً هكذا, جاهزاً للاستخدام عند قليل رغبة من سنونو الاميركان الجدد في احتلال أي منبع جديد للنفط أو للطاقة, طبعاً إن بقي منبع لم يطبعوه أو يحتلوه؟. هل على المرأة (التي تخلت عن أنثى سكنتها في الماضي يوم اختارت الزواج)أن تراقب ذلك البحث الرجولي عن الأنثى في نساء أخريات, ملتزمة بضبط النفس لأجل عيون التهدئة؟. ليس الشعراء أو الأدباء هم من تتوق شاعريتهم باستمرار للأنثى( إن صدقنا حجة الإبداع) بل إن غالبية الرجال لن يكتفوا لو سمح لهم الله سبحانه بأربعين زوجة لا بأربع زوجات فقط (لا قدر الله طبعاً وسمح)....؟ لازلت أستغرب بأن الرجال لا يملأ أعينهم إلا التراب, فهم إن أحبوا هذا لا يمنع اشتهاءهم الدائم للأخريات...أما المرأة فهي تكتفي بحب رجل واحد, و بيت واحد في العمر الواحد..