كل اليمنيين استعدوا لعيد الأضحى منذ بداية شهر شوال كل بحسب تفكيره وحيلته التي لاتكون سيئة عند الجميع ،وفي جميع المجالات وإن كانت ثقافة جديدة قد طرأت وفرضت نفسها كما قال أحد التجار لشاب أعجبه بنطلون وقميص تركي أن الثمن الذي طلبه للقطعتين أكثر من العام الماضي وهما من نفس الأنواع التي اشترى زملاؤه منها قبل سنة وفند مزاعمه بأنها موديلات جديدة بأن أخذ زميلين له اشتريا منه تلك التي يرتديانها وهي من نفس المصدر والألوان. والمزارعون الذين ربوا الأثوار والماعز والكباش سمنوها زيادة بإعطائها علفاً فيه ما يسمّونها (شتوه) فتنفخها وتنعم مظهرها فتبدو رائعة المنظر كبيرة الحجم ثقيلة الوزن ولكن كل ذلك ينتهي بمجرد نقلها إلى بيت أو حوش المشتري انتظاراً ليوم النحر أو الأضحية ، كون طعامها لم تكن فيه(شتوه) وربما أشياء أخرى لايعرفها إلا المزارع والبائع وأنواعها مثل مزارع القات وبائع المبيدات الزراعية الفتاكة بالإنسان والحيوان والبيئة. وكانت أسعار المواشي مذهلة وصادمة لكل من ظنوا بأن الأوضاع المعيشية قد تؤثر على عملية الشراء بصورة عامة وقد امتنع كثيرون عن شراء الكباش والماعز وتشاركوا في الأثوار بمعدل ثور أو تبيع لستة أو ثمانية أشخاص على أساس أن سعر القسم أو الكمية التي قد يصل وزنها عشرة كيلوجرامات بمايقل عن عشرين ألفاً أفضل من الكبش الذي يبلغ ثمنه خمسة وعشرين أو ثلاثين ألفاً ووزنه يقارب وزن نصف السبع مع الراحة وعدم التعب الذي يلزم للعناية بالمذبوح من النوعين لأسبوع أو أقل أو أكثر لدى المشتري والمخلفات المؤذية. وتجار المواد الغذائية رفضوا الاتهامات برفع أسعار القمح والدقيق والأرز والسكر وغيرها وأعلنوا براءتهم من التهم المتسرعة كون الغلاء عالمياً ، مذكرين المستهلكين بما تناقلته وكالات الأنباء قبل عدة أيام عن انخفاض الانتاج في الولاياتالمتحدة وروسيا بسبب الجفاف والعوامل الطبيعية الأخرى بالإضافة إلى الصراع الثقافي بين الدول المصدرة للطعام والانتقادات المتبادلة بإحراق الكميات الفائضة من الذرة والقمح أو عصرها وتحويلها إلى وقود صديق للبيئة حسب قولهم ومن ثم ارتفاع وتقلب أسعار النفط مع احتدام الحرب الباردة والمشاكل المحلية التي اجتاحت بعض الدول العربية تحت مسمى ثورات الربيع العربي أو الملف النووي الايراني وتبعاته الكارثية على الاقتصاد المعتمد على تصدير النفط والغاز أكثر من مصادر الدخل الوطني الأخرى. وبعد انقضاء العيد تتجدد الهموم بتجدد المشاكل الداخلية والحوادث المؤسفة الناجمة عن انتشار السلاح والمسلحين وقطع الطرق وتفجير أنابيب النفط والغاز والقتل شبه اليومي في المدن الكبرى ومنها تعز مع الأسف.