يومياً أقوم بركوب "الدباب"رقم 1 ليوصلني الى الجامعة وفي كل مرة يقوم الركاب بالتعليق على الأوضاع السياسية والاقتصادية في اليمن وكل واحد منهم يطرح رأيه بصراحة وبدون خوف وبطريقة عفوية وبمفهوم بسيط ومن حوارهم يستطيع المرء استكشاف رأي الشارع اليمني بالظروف التي يمر بها الوطن حالياً في ظل حكومة الوفاق والفترة الانتقالية, فإلى الحوار. يسأل أحد الركاب: متى ستستقر الاوضاع في البلاد والأسعار كل يوم تزيد والأمن غير موجود , فماذا تعمل الحكومه ؟ رد عليه آخر : يا أخي هذه الحكومه لانستطيع أن نحكم عليها الآن فهي مالها إلا سبعة اشهر وقد عملت أعمالاً لا بأس بها. رد عليه آخر: هذه حكومه تمشي مثل "السلحفاة" متى سنلمس نحن اصحاب الدخل المحدود منجزاتها؟ رد عليهم محاور رابع : يا جماعه انتظروا , كل شيء سيصلح بعد نجاح مؤتمر الحوار الوطني. رد عليه المحاور السابق: أي حوار وطني انا “مايهمنيش” يتحاوروا حتى سنة، انا يهمني الظروف المعيشية للمواطن نريدها تتحسن بسرعة. قال محاور خامس: انا ابني خريج هندسة كمبيوتر منذ أربع سنين وحتى الآن لم يحصل على وظيفة .. رد عليه آخر : انا معي اربعة اولاد خريجين ولم يجدو عمل، وحالتهم النفسية صعبة للغاية وأخاف ينضموا للحركات المتطرفة. رد عليهم جميعاً محاور آخر : قلتم “تشتوا” ثورة هذا نتاج الثورة التي قمتم بها.. والله كنا مرتاحين وما "فيش" شيء مما تقولوه . رد عليه المحاور الثاني غاضباً: والله إن ظروفنا قبل الثورة هي نفسها اليوم وهي نتيجة للسياسات الخاطئة للنظام السابق وأنا متأكد أن الثورة ستعمل على إصلاح كل شيء “بس” نصبر قليلاً . رد عليه محاور آخر : إلى متى نصبر بالله عليكم وأين “الفلوس” التي جاءت من الدول المانحة ؟ ولماذا لم نلمس طحينها حتى الآن لاسيما وظروفنا صعبة وكل يوم تزداد سوءًا. والتفت إليّ أحدهم سألني: لماذا لا تتكلم معنا؟ وأين تعمل ؟ فقلت له : دكتور في الجامعة , فسأل متعجباً: دكتور وتركب معنا في الدباب ! من الحوار السابق نخلص إلى أن الشعب اليمني يتوجع ويتألم بسبب الظروف المعيشية الصعبة التي تزداد سوءًا على الجميع وخاصة اصحاب الدخل المحدود. اليوم الشعب اليمني بحاجة ماسة إلى سرعة في الأداء الحكومي وسرعة في تحسين الاحوال المعيشية للمواطن. وأرى انه لاداعي لربط الحوار الوطني ونجاحه في سير عجلة التنمية ويمكن ان يكون ذلك بعملية متوازنة, حوار وتنمية وحوار وإصلاح أوضاع الناس. وأقترح على رئيس الوزراء أن يوّجه وزراءه بأن يتركوا سياراتهم يوماً واحداً ويركبوا “الدباب” مع المواطنين حتى يتلمسوا معاناتهم و الإحساس بآلامهم وآمالهم وحتى يعودوا الى مجلس الوزراء بحلول واقعية لمشكلات المواطنين. أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ... وإلى حوار آخر وفي “دباب” آخر. رابط المقال على الفيس بوك: http://www.facebook.com/photo.php?fbid=463995963639484&set=a.188622457843504.38279.100000872529833&type=1&theater