في حديثه التلفزيوني الضافي تحدث الدكتور ياسين سعيد نعمان مجدداً عن معنى الدولة الضامنة كشرط جوهري للانتقال إلى ملعب الرحابة في المشاركة والتنوع المحكوم بعقد اجتماعي للأمة ينطلق من المصلحة العامة، ولا يتعارض مع المصالح الخاصة المشروعة.. لكن الطريق إلى هذا الحلم قد يبدو بعيد المنال بالنسبة للبعض، لكنه أقرب إلينا من حبل الوريد إذا تمعنا في حكمة التاريخ ونواميسه القاهرة لكل من يعتقد أن الزمن قد توقف، وأنه ليس بالإمكان أحسن مما كان. كان حديث الدكتور ياسين مترعاً بمعاناة الرائين القابضين على جمرة الحقيقة مهما كانت فداحات نيرانها الحامية، ولقد بسط الرؤية تجاه سلسلة من العتبات الهامة للإنتقال الناجز لحوار وطني بنّاء، وترتيبات انتقالية ترصف الطريق لنجاح الحوار، فيما تمسك بمحنة المتغير السياسي كشرط جبري لا مفر منه. وها نحن اليوم نستشعر أن أبسط الأمور المتعلقة بالمبادرة هي تلك الإجرائية النمطية الظاهرة، فيما العسر كل العسر يقبع هنالك عند ذوي العقول المتحجرة ممن لا يدركون أن طوفاناً قادماً لا سمح الله لن يوفر أحداً البتة، ولهذا وجب اللجوء لذوي العقول النيرة والحكمة النائرة، ليقفوا معاً من أجل تخطي هذه العتبة الضرورية جداً بقدر صعوبتها، والمقدسة وطنياً بقدر توقها لمجتمع جديد يتخلى عن ثقافة التهميش والمصادرة والنهب والسلب والإدارة بالحرب. الحوار الوطني الناجح هو عنوان النجاح القادم ، وهو أساس الدولة الضامنة التي ستشمل الجميع بالحق في الخطاب والمشاركة والعقيدة، إنها دولة النماء والإخاء والمساواة القانونية والعيش المشترك الكريم، فهل يدرك خفافيش الظلام هذه الضرورة التاريخية، أم سيظلون سادرين في غيهم وطغيانهم الذي أوصلنا إلى ما نحن عليه من حال؟. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك: http://www.facebook.com/photo.php?fbid=466363850069362&set=a.188622457843504.38279.100000872529833&type=1&theater