تواصل البلاد اختراقات سياسية هامة بالرغم من العسر والصعوبات الباديتين للعيان، فبالأمس القريب توافق فرقاء الداخل السياسي على قاعدة التحلُّق حول المبادرة الخليجية وآليتها المُزمِّنة التي نالت تأييداً إقليمياً وعربياً ودولياً، بالإضافة إلى رعاية أساسية من قبل الدول العشر الراعية للمبادرة، وبعدها باشر الرئيس عبد ربه منصور هادي، ومعه حكومة الوفاق الوطني.. باشر العمل على حلحلة أبرز المشاكل الموروثة من النظام السابق، وخاصة البدء بإعادة هيكلة القوات المسلحة والأجهزة الأمنية، وهو هدف ما زال قائماً كمعطى أساسي في منظومة التحولات الرشيدة. كما قامت حكومة الوفاق الوطني بإنجاز سلسلة من الترتيبات الخاصة بإعادة تدوير الخدمات الرئيسية. غير أن التحديات في المستويين ما زالت ماثلة، بل إنها تنبري بهيئة كئيبة، لتؤكد مجدداً أن ما اتفق عليه اليمانيون أثناء انتفاضتهم الجماهيرية الكبيرة مازال بعيد المنال برغم كل الإنجازات التي أومأنا إليها. يمكننا القول إن سلسلة الإجراءات السابقة الخاصة بالهيكلة، وتعميم الخدمات، ومواجهة الاستحقاقات الحادة، مازالت ماثلة. كما أن المشكلة المركزية في الجنوب وصعدة مازالت بحاجة إلى التفاتة أساسية، مع قدر كبير من روح المبادرة، باعتماد رواسخ وطنية شاملة لحل هاتين المشكلتين اللتين تنتصبان أمام الذاكرة السياسية والمجتمعية بوصفهما أكبر تحدٍ يواجهه التغيير. هذه التحديات تتطلب همّة عالية، ومُناجزة عاجلة لأسبابها . ذلك أنه بدون سد المنافذ المُزكمة للأنوف لا يمكن معالجة الظواهر، والشاهد أن هذه المشاكل لم تأتِ من فراغ، ولم تسقط من السماء على حين غضب قدري افتراضي، بل هي من صنع أيدينا .. نعرف أسبابها ومسبباتها، كما نعرف سدنتها المراهنين عليها، ولهذا وجب القول بأن الحل ينطلق من سد تلك المنافذ القذرة، وتعطيل روافعها المجرمة، ومجابهة كل ظالم يتحدَّى الدولة والنظام والقانون. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك: http://www.facebook.com/photo.php?fbid=466738536698560&set=a.188622457843504.38279.100000872529833&type=1&theater