تصاعد وتيرة الحرب الإسرائيلية على غزة سيجعل الحكومتين الأمريكية والمصرية في مواقف حرجة، فالرئيس أوباما لا يريد أن يدشن فترته الرئاسية الثانية بالتواطؤ مع إسرائيل، ومصر مرسي بالتأكيد لن تكون نسخة مكررة من مصر مبارك. فالرئيس مرسي يستمد شرعيته الكاملة من شعب مصر، ولن يبحث عن وسائل ترضية لصناع القرار الغربي، ويدرك أن لمصر دوراً تاريخياً تجاه الأمة العربية، وبدقة تجاه قطاع غزة، فقد أراد صناع القرار الأمريكي والإسرائيلي من مصر مبارك في السابق أن تؤدي دور “الشرطي” وتضبط كامل العملية الأمنية بغزة، غير أن مبارك استشعر خطورة الاصطدام مع الغزاويين، وإراقة الدم المصري على أرض غزة، واعتذر عن التنفيذ. ومصر مرسي تمضي متسقة مع دورها التاريخي، لذلك وجه مرسي بسرعة زيارة رئيس وزرائه هشام قنديل إلى قطاع غزة، بصحبة عدد من الوزراء، صحيح أن الزيارة “رمزية” لم توقف عدوان إسرائيل، لكنها تضامنية، يتبعها تغير في القرار المصري. ومن المؤكد أن إسرائيل كانت تدرك موقف الرئيس مرسي من عدوانها تجاه غزة فقررت استدعاء سفيرها لدى مصر يعقوب أميتاي، بعد أن استدعته الخارجية المصرية وسلمته رسالة احتجاج، وقررت استدعاء سفيرها لدى تل أبيب عاطف سالم. وفي تقديري أن استمرار الحرب على القطاع، سيقود الرئيس مرسي وحكومته إلى مواقف متشنجة أكثر، وهذا ما سيجعل السياسة الخارجية لمصر تبدو أقل حضوراً في العالم الغربي، وسيتراجع الدعم الاقتصادي الغربي لمصر، لكن الحرب في كل الأحوال لن تقود مصر إلى التدخل العسكري في غزة، مهما كثرت الشائعات عن رغبة الرئيس مرسي بذلك؛ لأن من يحكم مصر اليوم ليس مراهقاً سياسياً لا يعي إلى أين تقود الحروب؟!. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك: http://www.facebook.com/photo.php?fbid=468273759878371&set=a.188622457843504.38279.100000872529833&type=1&theater