لا اختلاف ولا خلاف بأن الأطفال هم ركيزة التنمية وجيل الغد ورهان المستقبل ، ولابد أن تضاعف الجهات المعنية بشؤون الطفل التربوية والتعليمية والصحية جهودها لرعايته وتربيته تربية علمية مبنية على احترام التفكير المنطقي في كل مجال .. والعمل بجدية على تغيير مفاهيم وأساليب التنشئة الاجتماعية في حياته منذ الصغر حتى يصبح العلم والتفكير ثقافة ، إضافة إلى ضرورة إعادة النظر في السياسة الإعلامية حول البرامج العلمية والتربوية الموجهة للأطفال .. ولتغيير الأوضاع الحالية المتعلقة بشؤون الأطفال التي يسير معظمها وفقاً للعشوائية والارتجال .. هناك عدة عوامل أهمها إعادة النظر في وضع المناهج الدراسية بكافة مراحل التعليم الأساسي ، الأمر الذي تكرر الحديث عنه وطال .. حتى يمكن مواكبة عصر تدفق المعلومات وتعدد مصادرها في ظل التطورات المتسارعة بما يفوق الخيال .. والاهتمام بتعميم تدريس واستخدام الحاسوب في مختلف المراحل الدراسية بعد أن أصبح بمثابة الأبجدية في هذا العصر للصغار والكبار الشباب والأشبال .. ومن أهم عوامل التغيير الإيجابي اختيار الكوادر ذات الكفاءة العالية والمقدرة لتولي مهمة التعليم وإعدادهم بأحدث الطرق التربوية والتعليمية وبمختلف الوسائل والأشكال .. وضرورة العمل على تغيير الاعتقاد الخاطئ لدى العديد من المعنيين الذين يستهينون بأمر التعليم في مراحله الأساسية مما يتسبب في ضعف مستواه ويعرضه للاعتلال .. وتلك نظرة قاصرة حيث أن التعليم في هذه المراحل يتطلب أفضل الخبرات في مجال التربية والتعليم دون شك أو جدال .. يضاف إلى ذلك حتمية إعادة تدريس مادة التربية الفنية بصورة فعلية في المدارس بحيث تضاف إليها مادة التربية الموسيقية لما تشكله هذه المواد من أهمية ، لأنها تعرضت دون مبررات للإهمال .. والمؤكد أن لها مردودات إيجابية عديدة تتمثل في تهذيب الذوق والوجدان لدى الأطفال والشباب ، وفي تنمية إحساسهم بالجمال . ويعزز هذه الخطوات إقامة النشاطات الفنية والرياضية وإقامة المسابقات العلمية والفنية والرياضية بين المدارس المختلفة لإكساب الأطفال والشباب مهارات عديدة من خلال المنافسات والسجال .. إضافة إلى اكتشاف هواياتهم العلمية والفنية وتنمية مواهبهم وإبراز قدراتهم بشكل فعال . وتظل إعادة النظر بعناية في صياغة مادة التربية الوطنية من العوامل المهمة التي يمكن من خلالها التأكيد على مبدأ الولاء والانتماء للوطن بأساليب ميسرة ومحببة لمختلف الأعمار بعيداً عن الإسهاب والاستسهال .. وهنا يتجلى دور الجهة المعنية بشؤون التربية والتعليم التي تؤول إليها كل تلك المهام في جميع الأحوال .. لكن هناك دور آخر أساسي ومهم للأسرة حيث من الطبيعي أنها تقوم بتربية الأطفال على الفضيلة والأخلاق الحميدة وأفضل العادات والخصال .. وحتى يتكامل هذا الدور لابد أن تنشئ الأسرة أطفالها أيضاً على حب الوطن من خلال القدوة الحسنة والشعور بالمسؤولية دون تساهل أو إغفال .. والمحافظة على جميع مقدرات الوطن في كل مكان : في الشارع وفي المدرسة وفي الحديقة ، والتأكيد على ذلك بالأفعال إلى جانب الأقوال .. أما وسائل الإعلام فتمثل سلاحاً ذو حدين فإما أن تبني أو تهدم ، ولا تبني إلا عند حسن أدائها ، وإن أساءت فهي دمار ونقمة على الأمة ووبال .. ولهذا لابد أن يراعى بدقة متناهية حسن اختيار كل ما يعد أو يبث للأطفال والشباب من برامج ومسلسلات درامية وأفلام عبر الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة بحيث تؤدي الغرض من عرضها دون تعارض مع القيم والمبادئ الأخلاقية أو تفريط بها أو إخلال .. وذلك يمكن أن يفعل من خلال لجنة تشكل من المتخصصين ومن ذوي العلم وأرباب التربية لإنجاز هذه المهمة على الوجه الأمثل بأفضل السبل لتتحقق الأهداف النبيلة في هذا الشأن والأماني والآمال .. للتأكيد الفعلي بأن الأطفال هم جيل الغد وعماد التنمية .. وتلك هي القضية . [email protected] رابط المقال على الفيس بوك