أحقاً يكون للفوضى أبعاد إيجابية حتى تكون خلاقة، أم أنها حلاقة ، تحلق رؤوس الثعابين ، وتمارس كعادتها مع أفاعٍ جديدة غرام الخروج من المتاريس ، وأزقة التأهب لضغط الزناد والانقضاض على الفود ، أم أنه الزمن الرمادي المتكور كالكرة الأرضية لا يكف عن الدوران في كل لجنة ، في كل فريق ، في كل موكب في كل رأس يحلق العقل ويبقي على صلعات لامعة ينزلق عليها (المتناحرون) الى حيث يمضي وطن مطاطي قد يتمزق بين أيدي الأفاعي ذات الألسنة المتشعبة .. إلى أين نمضي ؟؟ يقولون إلى حيث كنا زمان ، والبعض يقول الى محطة قادمة حيث ينتظرنا الفجر والامنيات .. وعسكرة الكهرباء ، والنفط ، والقبيلة.. هناك.. وآخرون يتحدثون عن محطات أخرى لكنهم لا يدركون الى أين نمضي ؟؟ .. أحقاً هي الفوضى الخلاقة التي تخلق كل هذا الارتباك في محيط الوطن ، أم أنها الرغبة في الانتحار البطيء ، أنين الجياع ، دموع اليتامى ، صقيع الندم ، هدير المياه في خليج عدن ، وشواطئ الحديدة وهي حزينة على ذلكم الصيادين الذين اختطفتهم السلطات الارتيرية بينما هم يبحثون عن آخر فرصة للحياة في ظلمات البحر .. دعونا نفتش عن معنى جديد لهذه الفوضى الخلاقة ونحن نودع عاماً وندخل آخر .. وقد لا نعيش لأكثر من دقائق ، نعم هذه محطتنا التي نرتب فيها ما تبقى لنا من أنفاس قبل أن يصادر حقنا في أن نتنفس بحرية .. هل هي بقايا ثورة أم بقايا نظام، أم هي مجرد خيام تنصب في النهار ، وتحترق في الظلام .. كم هو حجم الدماء ، والأعضاء التي فقدها شباب اليمن ، كم هي الدموع التي احترقت في خدود الأمهات قبل أن تعانق رمال الفجر اليماني .. وكم تبقى لنا من دماء حتى نعبر الى الضفة الأخرى .. بينما دموع الحكومة ترتل فصلاً جديداً من تراجيديا الزحف نحو الأنين الأخير أو الرعشة الأخيرة؟ .. في حين لازلنا وسنظل نبتسم .. نتفاءل بأن القادم أفضل ، وأن حكمة علي ابن زايد ستظل تلهمنا بقايا من الحكمة اليمانية التي تشق الطريق حقاً الى الأمل لا إلى الفوضى ..لنبني مجدداً شموخ السعيدة وننسج من خيوط الفجر في جبينها خارطة التوحد بالفل ، والورد ، نرويها بحبات العرق وهي تتصبب من جبين ( شقات ) اليمن بينما يبددون مجدداً ما تبقى من تراجيديا غرام الافاعي ، ورقص الثعابين .. بإصرار إن القادم أفضل . رابط المقال على الفيس بوك