بعودة الجيش إلى أحضان الوطن تنفس اليمانيون الصعداء وأزيح من كواهلهم المنهكة ذلك العبء الكبير والهم المثبط الذي أقض مضاجعهم وهدد أحلامهم منذ الأسابيع الأولى لثورة الشعب الشبابية السلمية في ال11 من فبراير عام 2011م حيث لم يكن في حسبان الثائرات والثوار والحرائر والأحرار بأنهم سيجابهون بأولئك الأفراد من العساكر والضباط الذين صوبوا رصاصات الغدر والإجرام إلى صدورهم العارية في أكثر من مسيرة سلمية ليثبتوا لكل عشاق التغيير بأن أعدادهم وتأهيلهم وتدريبهم لم يأت لحماية السيادة الوطنية بل السيادة الأسرية والتفرد العائلي بامتلاك الثروات وتهميش الكفاءات وإطفاء الطموحات وظلت الهيكلة الوطنية للجيش في مقدمة الأهداف والأولويات التي راودت كل الوطنين والشرفاء وكل الحرائر والأحرار باعتبارها الضمانة الأكيدة لإزالة كل التوترات والسبيل الوحيد لمعالجة مجمل الاختلالات المعيقة لمجمل الأماني والطموحات على طريق المعالجات الناجعة لكل ما يعترض الوطن من تحديات وربما عواقب وخيمة لا يعرف نتائجها إلا الخالق وحده ولأن قيادتنا السياسية ممثلة بفخامة المشير عبد ربه منصور هادي كانت تدرك بعمق أهمية الهيكلة وأهمية الولوج إلى مؤتمر الحوار الوطني وسط أجواء ومناخات ملائمة ونقية ولأن القائد الفذ عبده ربه منصور بما يتمتع به من خبرات عسكرية وقيادية عالية يعلم جيداً بأن حالات التشرذم في قواتنا المسلحة لا تقود إلى وطن آمن ومستقر ولا تساعد على إخراج البلاد والعباد من دائرة الدمار والتشظي إلى شواطئ الأمن والأمان والحرية والاستقرار وفق المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية فإنه قد بادر بشجاعة نادرة على اتخاذ تلك القرارات الجريئة التي طالما راودت السواد الأعظم في بلادنا بعد أن تبين للجميع بأنها لم تعد فقط وسيلة من وسائل تحقيق أهداف الثورة وفي مقدمتها القضاء على تلك الثقافة العسكرية المغلوطة ثقافة الجيوش الأسرية والعائلية السلطوية بل تصحيح تلك المفاهيم عبر استراتيجيات مدروسة تضمن الولاء للوطن وتضمن الذود عن مقدراته ومكتسباته بكفاءة وطنية واخلاقية تلبي طموحات الشعب وتطلعاته نحو غد حافل بالخير والرخاء وبعيداً عن الولاءات الأسرية والقبلية والمناطقية التي كانت سبباً في إهدار الكثير من الطاقات البشرية والتقنية والمالية في عديد الأولوية العسكرية التي فاح فسادها الجائر في مختلف الأجواء والأرجاء بفضل الثورة الشبابية الشعبية السلمية بعد أن باركها وانضم لمسيرتها الكثير من منتسبي المؤسستين العسكرية والأمنية من أولئك الشرفاء والغيورين على وطنهم وعلى ثورتهم السلمية وتحقيق أهدافها ولهذا وذاك جاءت تلك القرارات الجريئة والشجاعة للرئيس هادي متجاوزة كل مخاطر الزمان والمكان وجاءت لتحظى بتأييد شعبي لم يسبق له مثيل في مسيرتنا الوطنية كما أنها حظيت بتأييد ومباركة الاشقاء على المستويين الإقليمي والدولي. وفي هذا الاتجاه شدني كثيراً ما كتبه وزير الإعلام الاستاذ علي أحمد العمراني في الصفحة الأولى من صحيفة الجمهورية تحت عنوان مع الرئيس من أجل اليمن في عدد السبت 22 ديسمبر حيث قال: قدر الرئيس هادي أن يواجه مصاعب جمة وتحديات وتعقيدات غير مسبوقة لم تواجه قائداً يمنياً من قبل وواجباته اتخاذ تدابير ذكية وقرارات استراتيجية لإنقاذ اليمن وأضاف وزيرنا العمراني يقول: مسيرة الرئيس هادي خريج الثلاث أكاديميات تشير إلى أنه ليس مجرد سياسي تقليدي أو ممن يتوق إلى تسجيل بطولات أو لفت أنظار بقدر ما تؤكد تلك المسيرة أنه رجل مهام صعبة وتنفيذ الواجبات وأن كانت محفوفة بالمخاطر وهذه سمات القائد المحترف المنضبط الشجاع واصفاً مهامه بالاستثنائية والتاريخية وبأنه قياساً بالمخاطر والتعقيدات فإن التاريخ قد يسجله كأهم رئيس في تاريخ اليمن الحديث. وفي اليوم التالي 23 ديسمبر وفي ذات الصفحة كتب المحرر السياسي في الجمهورية عن السمات الإضافية للقرارات الرئاسية مستهلاً القول بالإشارة إلى حالة الانفراج التي لم تشهدها البلاد منذ التوقيع على المبادرة الخليجية للتسوية السياسية كما شهدته مع صدور قرارات الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية ذات الصلة بإعادة هيكلة القوات المسلحة وفقاً للمصلحة الوطنية وعلى أسس علمية حديثة ومتطورة تواكب متغيرات المرحلة ودور هذه المؤسسة في القيام بواجبات الدفاع عن حدود ومقومات الوطن وأشار المحرر السياسي إلى ذلك التأييد الشعبي العارم للخطوات الرئاسية والذي جاء متزامنا ومواكباً لمباركة الخارج إقليمياً ودولياً واصفاً الرئيس هادي بأنه صادق في توجهاته لإعادة ترتيب البيت اليمني من الداخل وبصورة عقلانية غير انفعالية ومتأنية دون استعجال وبعقلية منفتحة ومستوعبة ظروف وتعقيدات الواقع المعاش وكم كان رائعاً محررنا السياسي حينما وصف ذلك الزخم في تأييد القرارات الرئاسية بشأن إعادة هيكلة القوات المسلحة بمثابة زاد إضافي يساعد الأخ رئيس الجمهورية على اتخاذ المزيد من القرارات ذات الصلة بالإصلاحات الجوهرية في بنية النظام وبما يلي تطلعات التغيير وعلى مستوى ساحات الوطن دون استثناء وعموماً كل ما أشار إليه محررنا السياسي في الجمهورية بحاجة إلى أكثر من وقفة تأمل وتحليل لأنه واكب كل التطلعات والظروف المعاشة بعمق شديد ودون تحيز ومزايدة كما هو الحال بالنسبة لموضوع وزيرنا العمراني. ولرئيسنا الصادق عبدربه منصور هادي نقول مزيداً من القرارات الجريئة والشجاعة الملبية لآمال الأمة وأحلامها وليكن ال 19 من ديسمبر من كل عام يوماً وطنياً للجيش حسب الكاتب والزميل عبيد الحاج الذي سبقني بل فاجأني في تناوله للفكرة عبر عموده تحت الرماد بعد أن راودتني الفكرة قبل قراتي لعموده بدقائق وختاماً أقول عاش اللي قال الكلمة حكمة في الوقت المناسب حسب الراحل عبد الحليم حافظ في أغنيته الوطنية المواكبة لعبور السادس من أكتوبر عام 73م. رابط المقال على الفيس بوك