تدمر الشعوب وتنتكس الثورات عندما لا تجد حاضناً سياسياً ومشاتل للأفكار العامة التي قامت عليها الثورات وأحلام الناس لتحويلها إلى واقع وثقافة يومية محصنة شعبياً ورسمياً وقانون يرسخ العدالة والمساواة .. وهو وضع لا يمكن أن يأتي الا من خلال ملحمة ثقافية وقناعة تامة تقوم على قاعدة التواضع ونبذ الغرور والإيمان بأهمية الآخر واعتبار كسبه مكسباً للوطن بعيداً عن سياسة النفي والتهشيم والقصف الثقافي والصحفي والإقصاء السياسي وهو استجرار لوضع قديم لم يثبت أي فائدة ويستغرق الجهد في تدمير الآخر وإبراز الأنا وتدميرها بالأصح والنتيجة إعادة صورة الدمار وكأنه اختيار إجباري لهذه الأمة في ممارسة الانتحار الجماعي .. بدلاً من بذل الجهود في بناء الدولة وحل قضايا المواطن البسيط والاستفادة من الموارد وقص أجنحة الفساد التي أكلت الأخضر واليابس ويستطيع إعادة إنتاج نفسه من بين ركام سياسة السير المنفرد لأصحاب القرار وسياسة (الاحتواء السهلة) و(الشراكة الديكورية) كأهم موروث للأنظمة البائدة التي لا تجدي نفعاً سوى تخصيب الفساد وإثارة الاضطرابات. ان الذي يتحرك تحت هاجس أن الآخر دخيل و أن مهمته ممارسة أساليب (الزنقلة ) (والحكولة) لإقصائه إنما يمارس نوعاً من أنواع الخيانة الوطنية ويؤسس للتوتر والقلاقل والاضطرابات الاجتماعية خاصة بعد كل هذه الدماء الطاهرة التي سالت لإنهاء التفرد والفساد ، واياً كان صاحب هذا الأسلوب فإنه سيقع على رأسه ،ومع هذا فوقوعه يضر بالوطن لأنه جزء من هذا الوطن وهو مايوجب على الجميعُ تلافي هذه النتيجة. يكفي .. يجب أن يتصرف الجميع بمسؤولية على أساس أن الوطن يبنى ويحمى بالجميع والآليات العملية لهذه الشراكة الوطنية ستكون سهلة وميسورة ومبدعة عندما تصدق النية ويترسخ الإيمان بالآخر كجزء من السفينة وجزء من الكل واستثناؤه ونية ازاحته ازاحة للاستقرار وقرار لصالح الشيطان ... نحتاج إلى وعي بأهمية بعضنا بعيداً عن الاستغناء والاستعلاء الذي يعبر عن تشوه نفسي خطير.. دعونا نجرب ان لا نمشي منفردين حتى لا تأكلنا واليمن ضباع الليالي وغدر الأيام ....وبفعل من أنفسنا. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك