أشعر بالحزن على تعز، فحال تعز يرثى له ويبكي عليها عدوها، والمصيبة أنه لا أحد يسمع لأهمية المراجعة ويتهمك بكل شيء ضمنها الحسد وربما الحقد على الواقع الجميل في مدينة الثورة والأحلام بينما هي تغرق كل يوم في كل شيء رديء من القمامة مروراً بالانفلات حتى الفساد المتكدس والثابت في مكانه وكأنه أحد المعالم الطبيعية مع أن لا مستنقعات طبيعية لدينا …..مشكلة تعز هي أن تعز واقفة في عهد ما قبل الثورة وهي مفارقة عجيبة لمدينة الثورة، لقد عُوقبت تعز بما يكفي وزيادة …الضغط لا يحل مشاكل ولا ينبت زهوراً ولا موسيقى ناعمة نعم لم تتغير تعز نحو المستقبل والتغير فيها يمشي إلى الخلف وهناك مقاومة للتغيير المنشود، لا يوجد اعتراف لواقع الثورة التي أشعلتها تعز وهذا يولّد كثيراً من الاحتقانات غير المرئية . يوجد استخفاف بالثورة وشباب الثورة حتى لا يوجد اعتراف بالمبادرة الخليجية التي اعتبرها الثوار ظلماً …هناك تخندق للماضي بكل سلبياته … والحقيقة المرة لم نر إلى اليوم في تعز سوى جعجعة ولم نر طحيناً، والناس تشتي ترى وتحصد بعض ما قدّمت من أجله، وما زلنا نأمل أن ينهمر الغيث والحكمة على محافظة الحكمة والثقافة ….كل شيء، في تعز جامد بل أسوأ من أمس، هناك انفلات أمني سببه تراخٍ وإهمال وغض الطرف من الجهات الأمنية…. الأدوات الأمنية ما زالت تتنفس المماحكة وتعتبر أن الأمن يمشي في غير مصالح البعض.. هناك من يزيّن لها ذلك، وهذا خطأ لأنها ستحاسب على الإهمال والتراخي الموجود.. وإذا ثبت سوء النية والتعمد فإنه يتحول إلى تفريط بالأمانة ومشاركة بكل الاختلالات التي تحدث،الأخطاء التي مورست في المكاتب في الماضي تمارس الآن دون رقيب لأن الخبرة مشغولون في الحفاظ على مواقعهم مع أن بعضهم عار على الوظيفة العامة ودمار …لا أحد يرفع صوته ضد الفساد والفاسدين حتى يقال هؤلاء يشتوا (محاصصة) دعوا المحاصصة تنام وغيروا أنتم بشخصيات نظيفة وكفؤة طهّروا الوظيفة العامة لأن الوظيفة العامة هي الدولة والحكم،ومن حق كل القوى أن تتحدث عن الشراكة الوطنية والمواطنة المتساوية حتى لو يسميها البعض (محاصصة) لكي يبقى على أسوأ ما لدينا، سمها ما شئت نريد تطهيراً للمكاتب والأقسام بما يحفظ المدينة من التدهور… إلى الآن أجزم أن القضية الأمنية مفتعلة وسطحية وهي أثر من آثار توقف عجلة التغيير التي كان ينشدها ويتوقعها الجميع الثوار ومن كانوا في الحكم….. نحن لا نريد إقصاءً نريد شراكة وطنية كمبدأ وطني وأن يبقى الأنظف والأكفأ من كل القوى والشرائح، وهذا حق لن يتنازل أحد عنه لأنه متعلق بحماية الوطن وتطويره…. هذه المدينة التي تغرق في المماحكات تستطيع السلطة المحلية تحريك المياه الراكدة فيها إذا اقتنعت أن التغيير سنة من سنن الله في الحياة وأن التغيير اليوم أفضل وأشرف من التغيير غداً وأنه مناسبة لا تعوض لإنجاز مصالحة مفرحة وراسخة…(الدعممة) أمر مضر في كل شيء وقاتل بالسياسة … ما زال لدى أبناء تعز فرصة تتآكل يوميا كي يقدموا أنفسهم كنموذج للمدنية والوطنية الشريفة ….وعليهم جميعاً أن يعرفوا أن المدنية والوطنية ليستا شعاراً لالتهام الآخر ين أو شيطنتهم ….الوطنية هي فن إشعار الآخر بأنه جزء منك وليس عدواً يجب إزاحته وإخراجه من مربع المواطنة. [email protected]