علينا أن نعرف إن التحريض المناطقي لايجلب خيراً ولا يحلّ مشاكل وهو يخفي أمراضاً عدّة ,يجب أن لا نتورّط في نفخ كير المناطقية، لأنه كير خبيث لايرحم ولعب بالنار وهي تأكل الشعب كما تأكل النار الحطب وأكثر .. المناطقية مثل الطائفية لعبة إبليس الرجيم يلعبها بحرفيّة ويجعل الناس يتدافعون إليها، حتى الكُسالى والجبناء يطلع لهم نيب وذيل في الفتنة المناطقية والطائفية على حد سواء.المصلحة العامة هي أن يعيش الناس إخوة يعملون بمعايير المواطنة المتساوية وهذه لا تأتي إلا بالإيمان بالشراكة الوطنية، واجبات وحقوق على حد سواء ..إن(الزنقلة) التي ورثناها من العهد الاستبدادي ستوردنا المهالك مالم يأخذ الجميع دورهم لإيقاف المهازل المُدمّرة .. بالنسبة للمناطقية فقد ظلت بعد الثورة في الواقع بعكس الطائفية التي انحسرت المناطقية كرّستها فئة أرادت الاستئثار بالحكم، ولهذا عملوا على تهميش بقية المناطق.. كانت تعز وإب والحديدة أبرز المناطق المهمّشة رغم أنها الأكثر سكاناً والأكثر كوادر جرت عملية الإقصاء لها بغطاء من المغالطة و«الزنقلة» واللعب بالشعارات والتهريج الاعلامي لتحقيق واقع أبعاد الشراكة الوطنية التي يجب أن تقوم على أساس الكفاءة. الكفاءة والشراكة وجهان لعُملة واحدة ومن يريد إقامة أحدهما دون الآخر فهو مدّعٍ يكذب على نفسه، فمن يريد وجهاً واحداً في الحقيقة هو يريد نسف الشراكة والكفاءة معاً لصالح الاستئثار .. لافرق، هناك إقصاء مناطقي وإقصاء شللي، حزبي، أسري، كلّه إقصاء وكلّه دمار .. يجب أن تنتهي هذه اللعبة وندخل في مسيرة شراكة وطنية قائمة على الكفاءة الوطنية بما تحتاجه من حُسن نية وعقل ووسطية, وبهذا فقط نقضي على المناطقية والطائفية وأحلام الشيطان لايمكن أن نحارب المناطقية بإثارة نعرات مناطقية وتحشيد الناس على أساس المنطقة أو المحافظة، هذا عمل خطير ومدمّر .. المناطقية تحارب بمزيد من العمل لبناء دولة الشراكة والكفاءة على قاعدة المواطنة المتساوية وسيادة القانون وهو أمر يجب أن يُطبّق على مستوى المديريات والمحافظات... من العيب والخطأ أن يبقى هذا المسؤول أو ذاك متعهداً للحفاظ على أوضاع خاطئة بكلّ مايملك.. وفي الأخير لن يصح إلا الصحيح ولا يمكن أن يبقى المسؤول العام يجهد نفسه وأهله بخوضه معاركه الخاصة وأحاسيسه تجاه الآخرين بدلاً عن العمل الميداني في بناء بنية أساسية للخدمات والمصالح والمصالحة العامة.لانريد مسؤولين مشارعين، نريد مسؤولين ترتفع أحاسيسهم نحو التسامح النبيل.. يتنازلون بما يلاقونه على المستوى الشخصي لصالح تكريس المُصالحة الوطنية وإقامة العدل وبناء خدمات للمواطن، وهذا هو الرد العملي لكلّ المُغرضين وأعداء النجاح... «المكارحة» والمشاتمة المتبادلة وردود الأفعال ليست سياسة ولا مهمات رجال الدولة وهي لاتجدي ومضيعة للوقت والجهد والفُرص, وعندما ينخرط المسؤولون الكبار في مهرجانات الشتيمة والحملات الشخصية والردود المضادة يخسر المسؤول وقته وجهده ومواطنيه ويصنع الفشل طوبة طوبة، نعم طوبة طوبة. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك