هذا المبدأ “ حق تقرير المصير” من أهم مبادئ هيئة الأممالمتحدة، ليس ذلك وحسب ..لكن من المبادئ الهامة الحفاظ على الأمن والسلام الدوليين، وحل المشكلات الدولية، والإقليمية بالطرق السلمية، أيضاً الحفاظ والحماية لحقوق الإنسان، مساعدة ودعم الدول المتخلفة، والنامية اقتصادياً، واجتماعياً، وصحياً، وتربوياً للنهوض بها، ومن أهم مبادئ الهيئة الدولية مساعدة البلدان المتخلفة، والنامية على التنمية الشاملة، والمستدامة في مختلف المجالات، ومكافحة الفقر فيها دون أي شروط تمس سيادتها واستقلالها. هذه المبادئ التي أكدت عليها الأممالمتحدة ومنظماتها ..لكن ما يهمنا في العمود اليوم هو مبدأ “حق تقرير المصير” هذا المبدأ الذي أدى إلى حصول العديد من بلدان العالم على حريتها واستقلالها من قوى الاستعمار القديم” الاستعمار البريطاني، والفرنسي، والإيطالي، والبرتغالي، والأمريكي «في وقت كانت الهيئة الدولية الأممالمتحدة» ومجلس أمنها، ومنظماتها، ولجانها الأخرى في ظل توازن دولي فرضته، وجود قوتين جديدتين كنتيجة للحرب العالمية الثانية ..هما «الاتحاد السوفيتي- والولايات المتحدةالأمريكية» وقد انقسم العالم بموجب القوتين إلى قسم شرقي يتزعمه “ الاتحاد السوفيتي” سابقاً، وغربي تتزعمه “الولايات المتحدةالأمريكية” وشكلت القوتان الأكبر في العالم معسكرين، أو حلفين..هما “حلف وارسو” بقيادة السوفيات ومعسكر غربي هو«حلف الأطلسي الشمالي». في ظل هذا التوازن الدولي كانت الهيئة الدولية في قراراتها جداً متوازنة. وقد حققت منجزات عملاقة تحت مبدأ “حق تقرير المصير” والذي أدى إلى تصفية الاستعمار القديم وتحرير معظم شعوب العالم طبعاً الغرب «الأوروبي ، والأمريكي» لم يستجب لتطبيق مبدأ«حق تقرير المصير» إلا أن اعتماده على آليات الاستعمار القديم صار مكلفاً وثمنه باهضاً «بشرياً، وعتاداً، ومالاً واقتصادياً» وخاصة بعد ولادة حركة التحرر والثورات العالمية ضد الاستعمار ووجود دعم كبير لها من قبل “حلف وارسو” وفي طليعته “السوفيات”. حين قبل الغرب الإمبريالي الاستعماري بمبدأ “حق تقرير المصير” إنما قبل به للعودة بوجه جديد، وآليات جديدة، وتحت يافطات وعناوين جميلة “كالديمقراطية والحرية” وذلك حين تحين لها الفرصة..وقد حانت الفرصة بعد انهيار النظام السوفيتي، وحلف وارسو وانفراد الإدارة الأمريكية بالعالم في ظل غياب التوازن الدولي لتحول “حق تقرير المصير” من حق للشعوب..إلى “حق للإدارة الأمريكية”!! وصارت هي التي تقرر مصير العالم كله..وتختار أنظمته التي تبقى، وأنظمته التي تسقط حسب أطماعها الاستعمارية، وسعياً إلى فرض نظامها العالمي على العالم بالقوة ليكون الاستبداد للإمبريالية الأمريكية على العالم ..و ها نحن نعيش هذه الحقبة حتى اليوم ونرى الإدارة الأمريكية هي التي تقرر مصير الشعوب، وتختار لها النظام السياسي والاجتماعي والاقتصادي الأمر الذي يستدعي شعوب العالم للصحوة لاستعادة حقهم في تقرير المصير. رابط المقال على الفيس بوك