«هيئة الأممالمتحدة» التي نشأت عقب الحرب الثانية في القرن الماضي من قبل القوى المنتصرة، ولحقت بها الدول الصغيرة والنامية أملاً في تحقيق أحلامها في الحرية والاستقلال والسيادة في ظل تواجد توازن دولي أهل الأممالمتحدة للعب دور كبير في نيل العديد من الدول المستعمرة استقلالها، بينما الحقيقة أن الدولة الاستعمارية في أوروبا كانت قد ضربت في الحرب العالمية الثانية، وضعفت ولم تستطع الاستمرار في مستعمراتها تحت وطأة حركة التحرير التي اشتغلت بعد الحرب الثانية ضدها، لذا وجدت من العقل والمنطق الانسحاب وترك الشعوب لحالها خاصة أن حركات التحرر قد وجدت في القوى الجديدة مثل الاتحاد السوفيتي سابقاً العون والمدد القوي.. المهم أن الهيئة الدولية كانت تدعم حركات التحرير، والوقوف إلى جانب الشعوب في حق تقرير المصير، لهذا كان لها فاعلية في ظل التوازن الدولي وتنامي حركات التحرر.. إلا أن هذا الدور بدأ ضعيفاً وتلاشى وتحول إلى دور سياسي يخدم أجندات تتعارض وميثاقها وتتنافى مع القوانين الدولية وحقوق الشعوب في تقرير مصيرها خاصة بعد سقوط التوازن الدولي بسقوط الاتحاد السوفيتي وانفراد الولاياتالمتحدة بالعالم وتحويل الهيئة الدولية إلى هيئة في خدمة الإدارة الأمريكية لغرض هيمنتها وسطوتها على العالم المستضعف وأمركته مما أضر بالوضع الدولي أمناً واستقراراً واقتصادياً، واجتماعياً مما يجعل هذه الهيئة الدولية ومؤسساتها ومنظماتها ولجانها ووكالاتها ومحاكمها و..و..إلخ فاقدة الصلاحية ولم تعد مؤهلة لإدارة مشاكل العالم بنجاح. خلال أكثر من عشرين عاماً مضت، والإدارة الأمريكية وحلفاؤها يتحكمون بالقرار الدولي، ويفرضون القرارات الدولية التي يريدون ولتبرير عدوانهم وتآمرهم ضد الشعوب التي ترفض الانضواء تحت سياستها وتقبل بالأمركة للعالم، وصارت هذه الهيئة الدولية تنظر من خلال المنظور الأمريكي الذي يتحكم به ويوجهه الصهاينة فترى الإرهاب إرهاباً في بعض البلدان بينما تراه ثورات في بعض البلدان الأخرى، وتصدر قرارات تنتهك ميثاقها وقوانينها ضد العديد من الشعوب كالعقوبات الاقتصادية، والسياسية وتفرض حظراً جوياً كلياً أو جزئياً على بلدان تدعي الإدارة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا إيواءها للإرهاب وتدريبه وتسليحه وتوفير الدعم اللوجستي له.. وهاهم اليوم أنفسهم يدعمون ويسلحون ويدعمون الإرهاب بكل ما يريد، بينما يحاربون ويشنون عليه الحرب الشعواء في أماكن أخرى.. إنهم يوجهون الهيئة الدولية وجهة متناقضة مزدوجة وتعاير بمعيارين، المهم هو خدمة الأهداف الأمريكية في العالم، وعليه فالهيئة لم تعد صالحة لإدارة العالم ويجب إعادة بنائها. رابط المقال على الفيس بوك