لقاء الزعيمين الجنوبيين علي سالم البيض وعلي ناصر محمد مساء الأربعاء الماضي في العاصمة اللبنانية بيروت كان مختلفاً هذه المرة عن اللقاءات السابقة التي جمعتهما منذ فراقهما وافتراقهما بعد أحداث 13 يناير 1986م..! هذا اللقاء بدلالاته ومغزاه وحتى بتوقيته ومضمونه يختلف عن سابقيه من حيث إنه يأتي قبيل أيام معدودة من ذكرى 13 يناير المشؤومة، وهو ما يؤكد بقوة أن هذه الذكرى قد استطاع أن يحولها الحراك إلى ذكرى للتصالح والتسامح بين أبناء المحافظات الجنوبية.. ولأنه يأتي بعد لقاءات للقيادات الجنوبية في القاهرة فيما بينها ولقاءات مع المبعوث الأممي جمال بن عمر حضرها المناضل حسن باعوم لأول مرة ولم يحضرها الرئيس علي سالم البيض..! ولأنه يأتي بعد لقاء قيادات جنوبية بمسؤولين خليجيين في العاصمة السعودية الرياض بحضور الرئيس الأسبق علي ناصر محمد، وهو اللقاء الذي كان مثار جدل واسع بما حفل به من طروحات ونقاشات ومواقف تداخلت مع بعضها وتصادمت بصورة ملفتة..! والأهم أن لقاء «العليين» في بيروت هذه المرة يأتي قبيل انعقاد مؤتمر الحوار الوطني، ما يفرض على الرجلين أن يخرجا برؤية سياسية موحدة الهدف بخصوص القضية الجنوبية، وهو الأمر الذي نتوقع حدوثة بالتزامن مع مهرجان 13 يناير الذي سيقيمه الحراك في عدن، ويتوقع أن يشهد تظاهرة مليونية غير مسبوقة..! هذه الدلالات البالغة جميعها تشير إلى أن هذا اللقاء بين الزعيمين الجنوبيين يكتسب بعداً تاريخياً ووطنياً مهماً وحاسماً ليس فقط في مسار القضية الجنوبية والطريق النضالي للحراك، ولكن أيضاً في مسار التسوية السياسية على مستوى اليمن عموماً..! ذلك أن المؤشرات تشير إلى تقارب قوي وربما إلى وحدة موقف الزعيمين البيض وناصر، بعد أن استخلصا الدروس والتجارب من مواقفهما السابقة وتوصّلا إلى قناعات مشتركة ستتبلور على ضوئها مواقفهما الحالية والمستقبلية من جملة القضايا المصيرية..! لكن السؤال الأهم هو بأي اتجاه يجري انضاج هذا الموقف الموحد للزعيمين البيض وناصر..؟ هل باتجاه خيار فك الارتباط..أم خيار الفيدرالية..؟! [email protected] رابط المقال على الفيس بوك