يظل الصراع قائماً بين قوى البناء وقوى الهدم.. بين قوى التقدم وقوى التخلف.. هذه القوى هي ذاتها التي لعبت دوراً في صياغة واقعنا وإعادة إنتاج أوضاعنا ببعديها الإيجابي والسلبي.. وعلى ذلك تبرز المعادلة القائمة بين التقدم والتقهقر.. بين التشرذم والوحدة.. وبين دعاة الفتنة والصراعات المدمرة ومشيدي الوئام والسلام الوطني. وبين هذا وذاك، نكتشف حالة الانغلاق والتأزم وهوس الذات المتضخمة بالوعي الذاتي والقبلي والنزعات المناطقية الضيقة.. بين هذا وذاك يتعرى هؤلاء المحنطون بجلباب جهل ما قبل الدولة وما قبل التغيير وما قبل اليمن الجديد..! اليوم نميط اللثام عن الوجوه التي تسفر عن حقيقتها الفجَّة في ما نسمعه من مواقف وأصوات نشاز تحاول تعطيل عملية التغيير وجهود إعادة بناء وهيكلة القوات المسلحة والأمن على أسس وطنية وعلمية حديثة.. هذه المواقف والأصوات تتنكر لروح الانتماء الوطني وتتعسفه.. وتكشف حقيقة أن من ظلوا يتحدثون ويعزفون على نغمة الثورة والتغيير ، هم من سقطت أقنعتهم اليوم في بحثهم المسعور على أحلام ومكاسب شخصية..؟! هؤلاء هم خطر على أنفسهم مثلما هم أكثر خطورة على الوطن ووحدته وأمنه واستقراره وتقدمه..؟! لكن وباليقين الكامل أقول: إن شعبنا اليمني لديه من الحصانة المبدئية الإيمانية الراسخة بثوابته في الثورة والتغيير، ما يمكنه من تعرية هؤلاء الازدواجيين والتصدي لنواياهم المريضة بمواقف حاسمة لا تعرف المداهنة.. أقول: ماذا نتوقع من هؤلاء..؟! بالطبع ليس أقل من أن يطلوا علينا بين الحين والآخر معرقلين ومعطلين لخطوات التغيير، مثلما كانوا دائماً معطلين ومعكرين حياة الشعب..! وكلما جاهروا بمواقفهم وتعالت أصواتهم النكرة كلما فضحت تماماً حقيقة عدائهم السافر لليمن، وكشفت الوجه الحقيقي عن مضمون مشروعهم القبلي والديني الارتزاقي والانهزامي الذي ينافحون من أجله على حساب المشروع الوطني الكبير في التغيير وبناء الدولة المدنية الحديثة، بحيث لم يعودوا اليوم يمتلكون شيئاً من أدوات التضليل على الشعب، ولا مخادعته بدعاوى حق يراد بها باطل، وبما يزعمونه انحيازاً للشعب وثورته فإذا بها غطاء لمرامٍ ونزعاتٍ ماكرة ضيقة مشدودة لزمن التخلف..! نعم.. ماذا نتوقع من هؤلاء غير أن يكشفوا عن وجوههم الحقيقية في كل اختبار وطني حقيقي..؟! [email protected] رابط المقال على الفيس بوك