المرأة في مجتمعنا اليمني ليست مجرد نصف المجتمع ، هي في نظري سنبلة الحياة التي تمدّ الحياة بخصب لا ينضب قطعت مسافات طويلة لتصل إلى ما تتمناه في تحقيق طموحها ، وفرضت نفسها على مجتمع وإن كان يعدها أثمن ما لديه إلا أنه لا يعير حقوقها المعنوية والمادية ذات الأهمية . هذه الفتاة ، وتلك المرأة ، وهؤلاء النسوة ....كلهن يدُرن في دائرة مغلقة من القيود الاجتماعية والعيب الاجتماعي الذي يحظر على المرأة حتى كتابة اسمها ، ويحرمها من الاعتزاز به ....وحتى لا أطيل ، فأنا دائماً أكتب اسمي في أي مكان أحتاج فيه للتعريف بنفسي ، ولا مشكلة في هذا ، لكن ما يلفت نظري أنه عندما تذهب المرأة إلى العيادات والمشافي أو إلى أي مكان يحتاج التعرف إلى هويتها فإنها تسجل عائلة فلان وتملي اسم زوجها أو ابنها أو والدها ، على اعتبار أنه من العيب تسجيل اسمها ،خاصة إن كان معها رجل إلى جوارها، وفي الأغلب لا يكون الأمر باختيارها ، لكن إذا كان الأمر يتعلق براتبها فلا مانع عند الرجل أن ينادي باسم زوجته أو أخته أو ابنته من أعلى جبل ، المهم أن تستلم المرأة الراتب ..صادف في هذه الأيام أن كنت في أحد المشافي في صنعاء وسجلت اسمي كاملاً بسمة عبدالفتاح شائف بشر ، وفي الوقت الذي كنت أنتظر فيه أن ينادوني باسمي ، سمعت أحدههم ينادي باسم عائلة عبد الفتاح شائف ، وأنا جالسة في مكاني ،ظننت أن هناك تشابهاً بين اسم والدي والاسم المُنادى ، ولكن اتجهت الأصبع إليّ ، فدخلت إلى الطبيب وأنا متبسمة ، وقلت له : لم أكن أتوقع أنكم تنادونني فأنا قد كتبت اسمي كاملاً لديكم ولم أكتب عائلة عبدالفتاح ، فقال: في المرة القادمة سنناديك باسمك، قلت له: يجب ذلك فأنا أعتز باسمي وأحب أنا أُنادى به ،واكتفى الطبيب بالصمت . في كل ساعات وجودي في المشفى ظللت أسمع ...عائلة فلان وعائلة علان ، وهو ما يؤكد ترسيخ ثقافة العيب التي ترى في اسم المرأة عورة لا يجب أن يُذكر ، وحتى لا يعرف الآخرون اسم أمه أو اسم أخته أو اسم ابنته يسجلها عائلة فلان ....يبدو أننا نحتاج لسنوات ضوئية لنصل إلى مواطنة متساوية تشعر المرأة بالاعتزاز بكونها أنثى يعتز بها المجتمع ، ويناديها باسمها الذي تحبه ، كما كان يفعل سيد الخلق عليه الصلاة والسلام حين سُئل من أحب الناس إليك فقال :عائشة ، قالوا :ثم من قال: أبوها ، فصرّح باسم عائشة وكنى باسم أبيها ،ما أعظمك يامعلم البشرية يارسول الله . قد يقول أحدهم: إن مناداة المرأة بعائلة فلان أو علان هو اعتزاز بها ، وقد يكون ذلك شعوراً صادقاً عند بعض الناس ، لكن القيمة السلبية من هذه التسمية هي الأعم الأغلب التي ترى في اسمي واسم غيري من النساء أنه عورة ...لذلك يجب أن نعي أن اعتزاز المرأة باسمها ونسبها هو حق لا يقل عن بقية الحقوق وسلبها هذا الحق هو نوع من سلب الهوية الإنسانية لها وجعلها مجرد( شيء ) والشيء هنا لا علاقة له بالكيان الإنساني . رابط المقال على الفيس بوك