لكن من أهم ما يُطرح وبقوة كرأي عام وطني ضاغط هو المطالبة باستبعاد الأطراف القبلية والدينية والعسكرية التي حكمت وتحكّمت بالشعب وأذاقته مرارة الاستبداد والفساد طيلة الثلاثة العقود الماضية.. استبعادها عن العمل السياسي، وأكثر من ذلك نفيها خارج الوطن لمدة معينة حتى خروج اليمن من أزمته..! ربما يندرج هذا الطرح ضمن المطالب التعجيزية - برأي البعض-لكنه في تقديري يحظى بتأييد شعبي واسع، ولو أجرينا استفتاءً شعبياً عاماً حول هذا الطرح لتوصلنا إلى نتيجة تأييد كاسحة بنسبة تصويت كبيرة..! لكن لا ننكر أن هناك استثناءات أو لنقل هناك شخصيات سياسية استفادت من رياح وروح الثورة الشبابية السلمية، وبدأت في مراجعة نفسها وتهذيب وتشذيب سلوكها وتقييم ذاتها، وهي حالة صحيَّة محمودة لها أثر إيجابي في نفوس جماهير الشعب..! وهؤلاء يمكن إعادة النظر في وضعهم بمعيار مدى دورهم في عرقلة التسوية السياسية من عدمه، ومدى تأثيرهم السلبي على نجاح مؤتمر الحوار الوطني من عدمه..! الرأي العام الوطني كذلك لديه تحفظات وتساؤلات مريرة حول الحالة المؤسفة التي وصلت إليها بعض وسائل الإعلام والصحافة، وخصوصاً الحزبية والأهلية منها..! التحفظات هي تعبير عن الرفض لهذا التصعيد والتأزيم غير المسؤول الذي تمارسه بعض وسائل الإعلام والصحافة بصورة تُفخخ وتُلغم الطريق إلى مؤتمر الحوار الوطني، وقد تنسف أي ظروف مهيئة لانعقاده ونجاحه..! والتساؤلات عن الإجراءات العقابية الرادعة لهذه المنابر الإعلامية والصحفية التي لا تلتزم برسالتها المهنية ولا تتقيد بواجباتها الوطنية، على الأقل، في هذه المرحلة الحساسة والدقيقة التي تمر بها البلاد..! (يتبع).. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك