حتى الآن لم تحدد كيفية مشاركة الحراك الجنوبي بكل مكوناته في مؤتمر الحوار الوطني، ولم تتضح كيفية توزيع نسبة المقاعد التي تقررت للحراك من قبل اللجنة الفنية، على مكونات الحراك، ولاتزال كيفية مشاركة هذه المكونات يكتنفها الغموض والضبابية..! في اعتقادي أن دعم مشروع مؤتمر جنوبي جنوبي ينعقد قبل انعقاد مؤتمر الحوار الوطني سيفضي إلى صيغة واضحة لمشاركة مكونات الحراك الجنوبي في مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وسيضع النقاط على الحروف سواء فيما يتعلق بنسبة مكونات الحراك من مقاعد المؤتمر لكل مكون على حدة، أو جميع المكونات بنسبة تمثيل واحدة وموحدة.. كما أنه سيجلي الصورة بشأن خيارات الحل للقضية الجنوبية؛ لأن المؤتمر الجنوبي من شأنه أن يقرر الرؤية التي سيحملها إلى مؤتمر الحوار الوطني الشامل أن تحمل الخيار الفيدرالي بإقليمين جنوبي وشمالي أو خيار فك الارتباط..! ثمة تساؤلات، لاشك، تطرحها القيادات الجنوبية، تتعلق بانتشار الوحدات العسكرية والمليشيات المسلحة وكثافة الأسلحة في صنعاء.. ويطرحوا السؤال الكبير وهو: كيف يمكن هذه القيادات الجنوبية في الداخل والخارج أن تشارك في مؤتمر الحوار الوطني المنعقد بصنعاء وسط تهديد الدبابات والمدافع ومختلف الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة..؟ هم لا يمتلكون خرطوشة ولا مسدساً.. فكيف يمكنهم طرح مشاريعهم وأطروحاتهم على طاولة حوار مع أطراف مدججة بالأسلحة وبالوحدات العسكرية والمليشيات المسلحة...؟! كثير من الأطراف القبلية والمشيخية والدينية والسياسية ستدخل مؤتمر الحوار بكامل ثقلها العسكري وليس لديها ما تحمله من قضايا ومشاريع وطنية عادلة..! ومن حق الأطراف المدنية الأخرى – كالحراك الجنوبي ومعارضة الخارج – أن تتحفظ وتتساءل عن مؤتمر حوار وطني ينعقد في مثل هذه الظروف والأحوال الغامضة..! الضرورة الوطنية تحتم اليوم سرعة اتخاذ الإجراءات والخطوات والقرارات الكفيلة بإزالة كل هذه العوامل والمشاهد المثيرة لهذه التحفظات والتساؤلات..! [email protected] رابط المقال على الفيس بوك