فساد بعض الأحزاب يكمن في غريزة الانحراف السياسي والفكري والأيديولوجي العقائدي.. بينما النقاء الوطني والشجاعة السياسية والفكرية المنزهة عن مقاصد ذاتية مريضة ورديئة لا تسمح إطلاقاً بالانزلاق إلى ممارسة العنف والفساد والاستبداد..! ولاتسمح للسلوك الشائن الذي ينضح بمرامٍ لا أخجل من تسميتها بأعمال التحضير لصيد المحتالين، أن تنزلق إلى استهداف الوطن في الصميم بإثارة الفتنة والكراهية بين أبنائه.. وهو ما يحتم علينا التشبع بالحذر النافع الذي يفشل كل ضرب من النزوع الذاتي والمقاصد الظلامية المضرة والهمجية لنعري ضعفها ووهنها وغموضها..! علينا ألا ننتظر حتى يمعن هؤلاء «السكارى» بأفيون الدين السياسي في تشظية الكيان الوطني وتمزيق ما تبقى من روابط ووشائج وإخاء بين أبناء الجنوب والشمال.. حيث كل ما تحمله أفكارهم وآراؤهم وممارساتهم يراد منها أن تفضي إلى اختمار يحمل في طياته بذور الكراهية والفتنة والتمزق والفرز العنصري بصفته الأكثر خبثاً والأشد عدواناً، والأعمق دلالة على النوايا والمرامي الخبيثة..! لقد أوصل التكفيريون عملية التعامل مع الآخر إلى نوع من التطرف السياسي الشاذ والمشوش؛ إذ لم يبق لهم ما يفعلونه وقد فعلوه إلاَّ حث الناس على كره الوطن والكفر بثورة التغيير التي فرحوا بها وتفاءلوا بأن من جاء بها سينصفهم في قضيتهم العادلة..! ما هو أكثر إثارة للتساؤلات هو المدى الذي وصلت إليه هذه العقول المتسرطنة بأفيون الدين السياسي، والمتعفنة بالتخلف القبلي.. عقول مبتورة ضالة لا تجد نفسها إلا في تمزقها وانفصامها..! وهي من حيث تدري تغذي بهذا السلوك أوجاع الشعب واحتمالات تفتته وضياعه.. تدفع بأجيالنا دفعاً في اتجاه المنحدر.. مأزومة، لم تنتج سوى الأزمات..! نمطية تتسكع على الجانب المهترئ من التاريخ، وتتحرك ملتوية مثل «الأسماك الدودية».. مصفدة بالحقد والكراهية والانتقام والزيف وسيل من الشعارات الفارغة والكاذبة..! هذه حالة بعض الأحزاب التي أصبحت مكشوفة الصدر، وعارية الظهر.. تتسول لتشتري معطفاً للبقاء والاستمرار الزائف..! أحزاب فقدت نسبها للوطن والناس حتى إنها لم تعد تعرف عن أي انتماء تتحدث أو أية هوية تعبَّر..!. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك