إن الأعمال التي ارتكبت في عدنالمدينة المسالمة بحق شباب الثورة الجنوبية الأبرار الذين لا ذنب لهم سوى أنهم أرادوا التحرر من مظالم ومآسي الماضي الذي انتهكت فيه كرامتهم وحرموا من ابسط حقوقهم الانسانية من حياه كريمة وحرية ومساواة وعدالة اجتماعية في ابسط صورها توفير الفرص العادلة في التعليم والتوظيف والتطبيب والمساهمة الفاعلة في الحياة العامة سياسية كانت أو تنموية كل حسب قدراته وإمكانياته العلمية والعملية دون محسوبية أو تمايز طبقي أو عرقي أو جهوي . واعتقد أن هذه الجريمة عار في جبين القوى السياسية الجنوبية أحزاب وحراك دعاة القضية الجنوبية العادلة التي تهم كل الجنوبيين بكل أطيافهم السياسية الذين يتوجب عليهم أن يلتفوا حول قضيتهم بتآزر وتوحيد الجهود متجاوزين الماضي بكل صراعاته ومآسيه والتئام الجروح وإحداث توازن وتقارب الرؤى للانتصار لقضاياهم العادلة وإخراج الأمة من أزمتها نحو بناء الدولة المدنية المنشودة بالصيغة التي يرتضيها الجميع على أساس التوافق والاتفاق وضمان حق الكل بصورة عادلة ومتساوية بما لا يميل فرض رؤية طرف أو فكره أو سياسته أو فلسفته وإيمانه واعتقاده علىالآخر.. إن الوطن وبأي صيغة يرتضيها الكل دولة اتحادية أو انفصالية بحاجة لناس يعشون في كنفه وفق العقد المشروط بالتوافق الإنساني المتفق عليه مسبقا بما لا يكون فيه لا إكراه ولا إجبار ولا قسر ولا طغيان طرف على آخر ولو بمثقال ذرة. وسبب الجريمة البشعة المرتكبة بحق شبابنا الأبرياء هو تخلف القوى السياسية في الساحة الجنوبية وعدم قدرتها على التحرر من رواسب الماضي وتجاوز صراعاته المتسببة في التفكك السياسي الذي عانينا منه في الجنوب وأضعفنا وتسبب في هيمنة قوى الاستبداد والتسلط والفساد على حياتنا والمنتج الأساسي لمظالمنا وبروز قضيتنا الجنوبية على الساحة اليمنية . حيث أصبح ماضينا عنوانا بارزاً في حاضرنا ومؤثرا على سلوكنا وعلاقتنا ببعض وعزز ذلك اعتمادنا على رموزنا القيادية التي لازالت أسيرة الماضي لم تتحرر من قيوده وهي من تحرض شبابنا ضد بعض وتورثه صراعات دمرتنا وستدمره وأضعفتنا وستضعفه وجريمة الخميس الدامية في عدن والضالع وحضرموت نتاج هذا التصرف الأرعن.. كما قال سقراط بالفكرة يستطيع الإنسان أن يجعل عالمه من الورود أو من الشوك.. إذا كان أصحاب مشروع فك الارتباط واستعادة الدولة يبررون قناعاتهم بفقدان الأمل في بناء الدولة بوجود القوى القبلية المتخلفة المعيقة لبناء الدولة في الشمال ونحترم هذه القناعات وما هو مشروعهم لتجاوز الصراع الأيدلوجي العقائدي داخل المجتمع الجنوبي الموجود في كل مدينة وقرية وشارع بل في الأسرة الواحدة الذي لا يمكن بأي حال من الأحوال تجاوزه إلا بقبول الآخر والتعايش معا في ظل دولة مدنية تكفل حرية الرأي والتعبير والفكر وفق نظام ديمقراطي تعددي، أو البديل مجتمع متصارع متناحر حتى ينتصر طرف على الآخر وهذا أصبح في وقتنا الراهن من سابع المستحيلات . والخطاب على الواقع لا يبشر بخير في هذه الجزئية.. ورسالتي لأبنائي شباب الجنوب الأحرار أصحاب المصلحة الحقيقية في المستقبل المنشود عليكم التحرر من الماضي ورموزه التي لم تستوعب متغيرات الحاضر وتصر على جركم إلى صراعات الماضي وماسيه وتدفعكم لأن تكونوا وقوداً لتنفيذ أوهامها وتصفية أحقادها وصراعاتها السلبية ضد بعض. وعليكم النظر للأمام في بناء الوطن والمستقبل الذي تطمحون متجاوزين الماضي بعلته ومآسيه وبتقاربكم من بعض حول رؤى مشتركة تجمعكم والابتعاد عن ما يفرقكم لتكون حياتكم كلها حباً وسعادة وازدهاراً وأدعو الله أن يجنبكم صراع المصالح والأحقاد وما مر علينا من صراعات وحروب كارثية والله الموفق. رابط المقال على الفيس بوك