المطار.. هو عنوان البلد وخاصة الجوي ويفترض فيه سرعة المعاملات وسلامة التعامل ،وكونه أحد أشكال المنافذ الجوية والبحرية والبرية .. مطاراتنا تفجعك أولاً ليس من حيث حجمها فهذا ما أوصلنا إليه الحال من سوء الإدارة وتصوير قدراتنا البشرية والتقنية بالضآلة، متجاهلين نظرية العرض والطلب وأننا كلما أنفقنا وحسنّا الخدمات توسعت عملية استخدام المطار لطائرات وشركات طيران أخرى وبالتالي دفع رسوم وضمان إقبال للحصول على الخدمة خاصة أن اليمن تمتلك موقعاً استراتيجياً بين قارات العالم فنحن نتوسط أفريقيا وآسيا شرقاً وغرباً وشمالاً أوروبا والأمريكيتين. ولكن من يقرأ لليمن عُريج خطها ،وعريج في الموروث الشعبي اليمني امرأة عجوز أمية وصلتها رسالة من ابنها،ولكون المسكينة لا تقرأ فقد تنهدت قائلة: من يقرأ لعريج الخط، أي الجواب ،ونحن اليوم من يقرأ لنا ويلبي احتياجات التنمية والاستثمار حتى نقدم خدمة للعالم ،وبالتالي تنعكس علينا في الصحة والتعليم والبنية التحتية عموماً وتلبية احتياج السوق وتكون حالة من المواكبة تتحقق في العملية التنموية من تعليم وتدريب وفن سوق العمل يقوم على تأهيل الكفاءات المطلوبة لمطاراتنا وهكذا..عندما تخرج إلى المطارات المجاورة يبهرك حجم الاستثمار وحجم التدفقات البشرية العابرة لمطارات أخرى وحجم الإيراد الداخل لهذه البلدان وبالمقابل عندما ترى الخريطة الجغرافية تشعر أن اليمن كموقع جغرافي أقرب للعالم من أن تتجه الطائرات إلى مواقع أبعد ولكنها سياسة الإهمال وجعل البلد بعيداً عن اقتصادياته والعالم والعيش في دونية وصراع مع نفسه ولا يلتفت إلى التطور وأن تعددية الموارد والإدارة الجيدة هي الوسيلة لتحسين الدخل والنظر إلى استخدام الفرص الاقتصادية ولكنه تسلط وهيمنة وارتضاء بدونية وإفساد وبعثرة للمال العام، فهذا ترمى له بوظيفة وذاك إرضاء وذاك شركة بالباطن لشراء الأصوات واستمرار الطأطأة.. ليستمر هؤلاء في حيلولات مستمرة للعرقلات سواء في إدارتهم السيئة أو في مرابط فرس صناعة القرار وخلق حروب إعلامية وتناقل الأخبار الوهمية.وما يحز في النفس هو هجرات الكفاءات العاملة في إدارات الطيران المدني والإرصاد الجوي وشركات الطيران ليبقى إما المحبطون أو الفاسدون، وإذا ما صادف أنك تنقلت بين مطاراتنا اليمنية ومطارات بلدان أخرى ستصاب بحالة من الأسى على فرص ضاعت وعلى أداء سيىء طبع في ذاكرة من شاء حظهم السيىء أن مرواً عبر مطاراتنا التي لا تزيد عن حجم تلك الصالة، في وقت تبهرك مساحات المطارات في العالم ووسائل التنقل عالية التقنية وجوانب الحجز والعبور الترانزيت بحيث لا تجد الوقت الكافي للتنقل رغم تقنيات السلالم المتحركة والطريق المتحرك مما يسهل سرعة الوصول إلى البوابات وما أكثرها.. إنها حالة من الانبهار والذهول والصدمة الحضارية التي ما تلبث أن تصحو منها وأنت في حمى مطارات الوطن الفقير بإدارته المتعاقبة ، ونظرة إلى خارج مطار صنعاء الدولي لترى المطار الجديد الذي عشعشت فيه الهوام والأتربة ،وهكذا تهدر سنوات من العمر الافتراضي لأي مبنى وممتلكات دون حساب أو عقاب ولا أحد يحاسب أحداً إذا ما غاب مبدأ المحاسبة !. وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا وبرغم أن آليات المراقبة والمحاسبة كثيرة في بلادنا وإشاراتها لأخطاء وفساد كهذا مستمر ،ولكن كما يقال ألف عمار غلبهم فاسد ، وما أشبه الليلة بالبارحة ، فما أن تستكمل إصلاحات مواقع أنابيب النفط حتى يتم ضرب مواقع جديدة أخرى.. إن تحسين العمل وبيئته بقدر ماهو ضرورة ملحة وذات جدوى اقتصادية فهو أيضاً وسيلة لتواصل معرفي وثقافي وتقديم الأوطان في أحلى الحُلل ، وهذا يستلزم إدارة ذات احترافية ومسئولية وطنية وأخلاقية تقدم الوطن إلى العالمية ، ولينظر ذو العلاقة لحجم الفائدة على صعيد العاملين والمستفيدين من الخدمة لما لكل ذلك من أثر في تقديم الهوية الوطنية والخبرة الفنية. رابط المقال على الفيس بوك