هناك ملامح أساسية لأي دولة.. ونحن اليوم في اليمن ذاهبون إلى الحوار الوطني الشامل الذي تحددت انطلاقته في ال18 من مارس الجاري، والمأمول من الحوار الخروج بصياغة لشكل ومضمون الدولة التي يحلم بها اليمنيون، وليس النخب الحزبية القبلية الاجتماعية الدينية الاقتصادية العسكرية، والتي ستكون أكثر شراكة، وامتلاكاً للمشاريع في الحوار الوطني الشامل. إن دستوراً جديداً لليمن هو من أهم أولويات المؤتمر.. هذا المؤتمر الذي له لجنة، وأمانة عامة لا شك أنهما قد أعدوا العديد من الأوراق والمشاريع التي ستناقش، بمافي ذلك مشروع دستور جديد قد يتضمن عدداً من مواد الدستور السابق للجمهورية مع حذف هنا، وإضافة هناك، وآخر جديد.. لكن المهم أن يمثل هذا الدستور طموحات، ورغبات، وحاجات وأحلام الشعب اليمني، وليس أحلام النخب، دستور يعيد إلى الشعب السلطة، والثروة، لا أن يعيد للنخب التي فشلت خلال فترة مضت من بناء الدولة المدنية الحديثة والمعاصرة، ولا يجب أن يعيدوا إنتاج نظامهم من جديد، وبصورة جديدة في الشكل وليس في المضمون، وهو ما نخافه كثيراً.. لأن الشعب بعيد عن الشراكة في إعادة صياغة الدولة.. مع العلم والمفترض أن يقوم المجتمع بصياغة الدولة الجديدة، وليس شركاء الأزمة، وصناعها.. لأن المأزومين لا ينتجون سوى صياغة توافقية لنظام توافقي لهم وليس للشعب. فالشعب اليمني “عربي ، مسلم” فالعروبة “هويته” والإسلام “عقيدته، وشريعته” وهو جزء من الشعب العربي، والأمة الإسلامية واليمن وحدة جغرافية واحدة لا تتجزأ، ولا يجوز التفريط، أو التنازل بأي جزء منها تحت أي مبرر، أو حجة، ولا يجوز أيضاً أن يسمح بأي انتهاك لاستقلال وسيادة اليمن “براً، وبحراً، وجواً” أو السماح باستخدام أراضي وأجواء ومياه اليمن للمهاجمة والعدوان على أي بلد آخر شقيق أو صديق، أو إقامة أي قواعد عسكرية أجنبية على الأرض أو المياه اليمنية. والشعب اليمني جزء من العالم يهمه أمن وسلامة العالم، وأن تقوم العلاقات الدولية على أساس من العدل والمساواة، والتعاون بين الشعوب دون تمييز أو تفريق، أو عنصرية على أساس العرق، أو الدين، أو اللون.. أي أن عروبة اليمانيين وإسلامهم في أطر إنسانية لا عرقية، ولا طائفية فيها .. هذه قيم وأخلاقيات، ومبادئ، واتجاهات اليمانيين، فهم يحبون الخير والحق والعدل والمصلحة، والمنفعة للإنسانية، وينبذون التحالفات والأحلاف العصبية لما لها من آثار سلبية مدمرة، ومخاطر جمة على الأمن والسلام الدوليين، وسباق على مراكز النفوذ، والثروة، وحرب باردة، وسباق تسلح، وتنافس إمبريالي استعماري صهيوني عنصري للهيمنة، والسيطرة على شعوب العالم. اليمانيون يحبون الحرية والديمقراطية.. لكنهم في الأول يريدون حرية الخبز والعيش، يريدون الحرية الاقتصادية والاجتماعية قبل الحرية السياسية، والتحرر من التخلف قبل الذهاب إلى صناديق الاقتراع، يريدون تحرير سلطتهم وثروتهم، وإعادة توزيع الثروة بالعدل والمساواة، هذه حاجات وهوية، وعقيدة، وأحلام الشعب التي يجب أن تؤسس عليها ملامح الدولة المستقبلية. رابط المقال على الفيس بوك