في مؤتمر الحوار الوطني سوف تتم صياغة الدولة اليمنية الجديدة وذلك من خلال صياغة الدستور الجديد.. فهل فعلاً سوف يتم صياغة الدستور الجديد من قبل المؤتمر؟ أم إن هناك مشروعاً دستوراً جديداً قد تمت صياغته؟ سواء في الداخل أو في الخارج؟ علماً أن هناك من يقول إن هناك مشروع دستور جاهز. على أي حال إننا مع أي صياغة دستورية لكن يجب أن تكون صياغة محكمة، ولصالح الأمة وليس لصالح النخب الحاكمة منذ أكثر من خمسين سنة. إن الدولة المستقبلية تحتاج إلى دستور واضح وشفاف، ودقيق الألفاظ، والعبارات والجمل يؤكد على الشراكة المجتمعية في إدارة البلاد وثرواتها ومواردها من خلال مؤسسات وطنية تسيرها القوانين والنظم واللوائح، مؤسسات تحكمها وتقودها كفاءات وطنية نزيهة مستقيمة مؤهلة وذات خبرة، مؤسسات لا توزع وفقاً للتقاسمات والتوافقات النخبوية التي دائماً ما تفشل أمام متطلبات الشعب، واحتياجاته الأساسية بسبب عدم كفاءتها، وانشغالها في بناء نفسها وليس بناء البلد، وكلنا قد خبر النخب التي تتسابق اليوم على استعادة الدولة اليوم بالتقاسم والتوافق فيما بينهما وهي نخب غير نكره، بل نخب معلومة تطالعنا كل يوم على الشاشات الصغيرة، وعلى صفحات الجرائد العامة، والأهلية والخاصة، والشعب يعرفها تمام المعرفة، ويعرف أنها لا تمثل مصالحه، ولا هي بقادرة على حل مشاكله في الحرية والعدالة، والمساواة وأعجز من أن تحقق تنمية مستدامة تحرره من البطالة، والفقر والحاجة، وتجربة عقود مضت أثبتت فشل هذه النخب وعدم قدرتها على التغيير، ويفترض بها أن ترحل، وتترك للشعب حاله ومصيره يقرره كيف يشاء، بدلاً من أن تقوم بإعادة إنتاج دولة من جديد لتواصل مشوار الفساد، ونهب ثروات وموارد الشعب لتراكمها في خزائنها وأرصدتها، وفي نفس الوقت تعيد تقاسم السلطة فيما بينها، وتحتكرها لتصبح ملكاً خاصاً للآباء والأبناء والأحفاد. طبعاً هؤلاء لن يسلموا أبداً لأنهم قد أدمنوا على السلطة والثروة إنما بإمكان الشعب أن يستعيد سلطته، وثروته، وموارده من خلال ثورة حقيقية لا تظهر فيها صور من سرقوا الثورة الوطنية منذ خمسين سنة وسرقوا السلطة والثروة، والمفترض أن الشباب المنضوين تحت أحزاب ما زالت تريد السلطة بعد أن فشلت في الحكم خلال العقود الماضية والمفترض أن تسلم الراية.. كل الأحزاب والتنظيمات السياسية لجيل الشاب، لأن القيادات التاريخية قد نسيت القومية، والوحدة، والاشتراكية ونسيت مصالح الشعب من العمال والمزارعين الذين يمثلون الشعب وأغلبيته.. وعلى الشعب أن يعي “الشباب” أن لن تعادله سلطته وثرواته وموارده ما لم يقم هو باستعادتها.. فهل نفهم؟! رابط المقال على الفيس بوك