منذ بدأ الربيع العربي، ومفردات، أو ألفاظ، أو مصطلحات الاتفاق، والوفاق، و المصالحة تردد من قبل السياسيين والمفكرين والمثقفين، حتى إدارات الدول التي تحشر أنوفها، وسمت الربيع العربي “ الفوضى الخلاقة” مثل الإدارة الأمريكية، والحكومات في الغرب الأوروبي تتدخل بشكل سافر في شؤون بعض الدول تحت يافطات “لافتات” المساعدة والتعاون من أجل المصالحة والتوافق والوفاق، والحلول السياسية.. وهو تدخل زائف وكذاب ..لأنه فقط للوقوف على الأحداث عن قرب، ومعرفته ، ولصالح أي القوى ..وذلك لتبني عليه الموقف المناسب لمصالحها، وأهدافها التخريبية التدميرية للبلاد العربية. عموماً هذه المصطلحات المصالحة، الوفاق، الاتفاق أصبحت ممجوجة وباعثة على الغثيان ..لأن الشعوب تمردت وانتفضت كي تتخلص من الأنظمة الفاشلة، الفاسدة، الاستبدادية، المستغلة، الظالمة، بأنظمة جديدة تعيد للشعوب ملكيتها للسلطة والدولة والثروة والموارد.. لأن هذه ملك للشعوب، وقد سلبت، ونهبت منها، وعليه تمردت لكي تستعيدها وتولي من تراه مناسباً لتحقيق أهدافها في التحرر، والعدل، والمساواة والأمن والاستقرار، وتوفير الضرورات من المعيشة والعمل والتعليم والصحة والخدمات، وكل ما يحقق للمواطن الحياة الحرة الكريمة ..بينما الذين صعدوا على المسرح من نخب القوى السياسية الحزبية والدينية والاجتماعية لصياغة الدولة العربية، والنظم الإقليمية المستقبلية منهكون بالمصالحة، والوفاق، والتوافق والاتفاق فيما بينهم حول صيغة يرتضونها للدولة الجديدة، ونسوا أنهم قد فوضوا لصياغة دولة للشعب، وليس دولة لهم، دولة على مقاس الشعب وليس على مقاسهم، وعمرهم ما تصالحوا، أو توافقوا، أو اتفقوا المهم أن يجتهدوا في دولة للشعب ...ينتخبها الشعب، ويسقطها الشعب، دولة تعود السلطة في ظلها للجماهير، وتتحرر في ظلها من الاستبداد السياسي، والاستغلال الاقتصادي، والظلم الاجتماعي، وتعود فيها الثروة والموارد للشعب توظف مباشرة، وغير مباشرة في مصلحة الشعب بدلاً من نهبها وسرقتها من قوى طالما سرقت الشعوب، سلطة، ثروة، وموارد، ومارست ضدها الظلم والاستبداد والاستغلال.. هذا ما يجب أن تستوعبه الشعوب والنخب التي أسندت إليها صياغة الأنظمة الجديدة، وانغمسوا في المصالحة والوفاق، والاتفاق فيما بينهم، وأن يسعوا إلى صياغة الدولة الجديدة الدولة التي تعد للشعب وليس لهم ..بعد ذلك ..هذه الدولة هي التي ستقوم بالمصالحة، والتوفيق بينكم بالتراضي، أو بالقانون...إذا كان لكم مشاكل وتصفية حسابات ..فإنها مشاكلكم، ومصالحكم لا تحشروا الشعب في ذلك ..الشعب لا يريد سوى استعادة الدولة والثروة والسلطة العدل، والمساواة، والأمن والاستقرار، والحياة الحرة الكريمة. وعليه ،فالمصالحة والوفاق والاتفاق ..أصبحت مصطلحات ممجوجة، وباعثة على الغثيان، ولم تعد الشعوب تستسيغها، وترى أنها مماطلة وأنها مؤشر على محاولة القوى النخبوية لاستعادة الدولة والسلطة، وبالتقاسم، والمحاصصة، والشعب وتضحياته تذهب هدراً ..وتعود حليمة لعادتها القديمة....إنما نحذر ،لأن شعبنا وشعوب الربيع صاحية وماضية في التصويب. رابط المقال على الفيس بوك